وجهت مصر رسائل عدة إلى جميع الأطراف المتحاربة في السودان، مؤكدة أنها لا تنحاز لأي منهم، مطالبة في الوقت نفسه بضرورة وقف إطلاق النار.
جاء ذلك خلال لقاء بدر عبد العاطي وزير الخارجية المصري، مع مجموعة من السياسيين السودانيين وممثلي المجتمع المدني السوداني خلال زيارته إلى بورسودان.
وأوضح السفير تميم خلاف أن الوزير عبد العاطي شدد على إيمان مصر بأن مستقبل السودان يرسمه السودانيون وحدهم بدون تدخل أي طرف، مشيراً إلى أن مصر لا تنحاز لأي طرف محدد في السودان، وإنما تنحاز لشعب السودان، وللمؤسسات الوطنية للدولة التي تعتبر ركناً أساسياً في حفظ الدولة ومقدراتها.
وأكد الوزير عبدالعاطي على الضرورة القصوى لوقف إطلاق النار، وبدء عملية سياسية شاملة لمرحلة انتقالية تحقق طموحات الشعب السوداني، مؤكداً على دعم مصر لما سيتفق عليه السودانيون.
وأشار وزير الخارجية إلى المسئولية الخاصة والتاريخية لكافة القوى المدنية والسياسية السودانية للحفاظ على بلدهم ومنع تفككه، وضرورة إعلاء المصلحة الوطنية والبدء في عملية سياسية شاملة تحقق الاستقرار والأمن، وترقى لتطلعات وآمال كافة أبناء الشعب السوداني.
وأشاد بدور المرأة السودانية وإسهاماتها الكبيرة في إثراء الحياة السياسية السودانية وتعظيم دور المجتمع المدني السوداني، كما حرص وزير الخارجية على استعراض الجهود التي تبذلها مصر على المستويين الدولي والإقليمي لإيضاح حقيقة الصراع الحالي في السودان، والدفاع عن مصالحه في المحافل المختلفة.
لقاء مع قائد الجيش
وفي لقاء ثان مع رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني عبدالفتاح البرهان، أكد الوزير عبدالعاطي، أن الزيارة تأتي للإعراب عن تضامن مُخلص مع السودان فى هذا المنعطف التاريخى الخطير، وللوقوف بجانب دولة شقيقة في ظل الروابط العميقة والعلاقات الاخوية بين الشعبين الشقيقين.
وأكد الوزير عبد العاطي على حرص مصر على الانخراط بفاعلية في الجهود الإقليمية والدولية الرامية لتحقيق الاستقرار في السودان الشقيق، وبما يصون مصالحه وسيادته ووحدة اراضيه، منوهاً إلى جهود مصر لاستئناف السودان لأنشطته في الاتحاد الأفريقي.
وشدد الوزير عبد العاطى على دعم مصر الكامل للسودان قيادة وشعبا، وحرص مصر على بذل الجهود لرفع المعاناة عن الشعب السوداني.

وأضاف المتحدث الرسمي، أن الزيارة لبورسودان شهدت أيضا جلسة مشاورات رسمية بين وزير الخارجية ونظيره السودانى د. على يوسف الشريف بحضور وفدي البلدين.
واستعرض موقف مصر الداعى لوقف فوري لإطلاق النار والإسراع من وتيرة نفاذ المساعدات الإنسانية، وأشار إلى أهمية التعاون مع مبادرات الأمم المتحدة ووكالاتها ومنظمات الإغاثة الدولية لتسهيل نفاذ المساعدات الإنسانية، وحرص الجانبين على تناول ملف الأمن المائي باستفاضة، في ظل مواقف البلدين المتطابقة باعتبارهما دولتي مصب علي نهر النيل.
واتفقا على الاستمرار فى التنسيق والتعاون الوثيق بشكل مشترك لحفظ وصون الأمن المائي المصرى والسودانى.