في لقاء موسّع بالمتحف المصري الكبير، اجتمع السيد شريف فتحي، وزير السياحة والآثار، برؤساء مجالس إدارات وتحرير الصحف القومية والخاصة، في خطوة تهدف إلى تعزيز قنوات التواصل المباشر بين الوزارة ومؤسسات الإعلام، والتأكيد على دور الإعلام كشريك محوري في دعم قطاعي السياحة والآثار.
في كلمته، ثمّن الوزير الدور الحيوي للإعلام في تشكيل وعي المواطنين ونقل الصورة الحقيقية لمصر إلى العالم، مؤكداً أن الترويج للسياحة لا يقتصر على عرض المقاصد السياحية فحسب، بل يشمل إبراز الهوية الثقافية المصرية، والتنوع الفريد الذي تزخر به البلاد.
وأكد الوزير أن الحفاظ على التراث والآثار المصرية مسؤولية مشتركة، تتطلب خطاباً إعلامياً موضوعياً وواعياً يعكس قيمة هذه الكنوز الحضارية التي تُعد مصدر فخر للأجيال القادمة.
استعرض شريف فتحي أبرز ملامح الاستراتيجية السياحية الجديدة التي أطلقتها الوزارة تحت شعار: “مصر… تنوع لا يُضاهى”، والتي تستهدف تعزيز تنافسية المقصد السياحي المصري من خلال الاعتماد على أدوات التسويق الحديثة، وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي، والتوسع في استخدام منصات التواصل الاجتماعي للوصول إلى شرائح أوسع من الجمهور المحلي والدولي.
مؤشرات قياسية.. وزيادة 25% في الربع الأول من 2025
أشار الوزير إلى أن عام 2024 شهد استقبال 15.8 مليون سائح، بزيادة 6% عن عام 2023، وتجاوز لمعدلات ما قبل الجائحة بنسبة نمو بلغت 21%. كما واصل القطاع أداءه القوي خلال الربع الأول من 2025، مسجلاً ارتفاعًا في أعداد السائحين بنسبة 25% مقارنة بالفترة ذاتها من العام السابق.
مصر تستعد لحدث عالمي في 3 يوليو
سلّط الوزير الضوء على المتحف المصري الكبير، مؤكداً افتتاحه الرسمي يوم 3 يوليو المقبل، في حدث استثنائي يعكس الجهود المصرية لإبراز الحضارة الفرعونية برؤية عصرية.
وأشار إلى أن المتحف لن يكون مجرد صرح لعرض الآثار، بل مركزًا عالميًا للأبحاث والدراسات في علم المصريات، بما يعزز مكانة مصر الأكاديمية ويجعل من المتحف وجهة رئيسية للباحثين والدارسين حول العالم.
تنمية مستدامة.. ودور فاعل للمجتمعات المحلية
تطرّق الوزير إلى أهداف الاستراتيجية الحالية في تحقيق ما سماه “الأمن الاقتصادي السياحي”، من خلال تعظيم العوائد على المجتمعات المحلية المحيطة بالمناطق السياحية والأثرية، وتشجيعها على تبني دور نشط في الحفاظ على المقاصد التراثية، باعتبارها رافدًا اقتصاديًا هامًا للأسر.
وفي هذا السياق، أشار إلى توجه الوزارة نحو تطوير الكوادر البشرية ورفع كفاءة العاملين في القطاع السياحي من خلال منصة إلكترونية جديدة للتعليم والتدريب المستمر.
زيادة الطاقة الفندقية.. وتنظيم جديد لوحدات الإجازات
ناقش الوزير التحديات التي تواجه القطاع، وعلى رأسها الحاجة إلى تعزيز الطاقة الفندقية، مشيرًا إلى خطة لمضاعفة عدد الغرف بحلول عام 2030.
كما كشف عن إطلاق ضوابط تنظيمية جديدة لوحدات “شقق الإجازات” (Holiday Homes)، بهدف استيعاب الطلب المتزايد على الإقامة قصيرة المدى، مع الحفاظ على معايير الجودة والأمان والراحة.
وتشمل الخطط أيضًا حوافز للطيران، وتسهيلات في إجراءات التأشيرات السياحية، لجذب مزيد من الحركة الوافدة، خاصة إلى المدن السياحية الجديدة.
وأشار إلى مشروع تطوير المنطقة الممتدة من مطار سفنكس إلى سقارة ودهشور، لتكون منطقة جذب سياحي متكاملة تضم الأهرامات والمتحف الكبير.
حوار مفتوح وجولة داخل المتحف
شهد اللقاء حوارًا مفتوحًا بين الوزير ورؤساء التحرير، تناول أبرز التحديات والمقترحات لتطوير القطاع السياحي، وتأكيدًا على أهمية تكامل الأدوار بين الدولة والإعلام والمجتمع.
وفي ختام اللقاء، قام الحضور بجولة داخل المتحف شملت المناطق المفتوحة حاليًا، مثل البهو والدرج العظيم والقاعات الرئيسية، وسط إشادة كبيرة من الحضور بحجم الإنجاز والتجهيزات الحديثة.