Times of Egypt

مصريون ينسجون السجاد اليدوي للحفاظ على الحرفة وزيادة الدخل

M.Adam

في قرية ساقية أبو شعرة بمنطقة الدلتا في مصر، حوّلت أجيال من العائلات منازلها إلى ورش عمل، محافظين على حرفة نسج السجاد اليدوي التقليدية مع زيادة دخلهم من خلال هذه الحرفة.

ويقول أحمد عبد القادر فتح الله “الصنعة دية (هذه) نزلت القرية، قرية ساقية أبو شعرة، حوالي قبل 1950. كان حد كده من أهل القرية اتعلمها في القاهرة وبعدين جه هنا فتح مصنع والأولاد راحوا اتعلموا وبقى اللي يتعلم بقى ياخد النول ويعمل السجادة في بيته”.

والآن، يستخدم فتح الله وعائلته الحرير الطبيعي، الذي يقول إنه ينتج سجادا ينافس في جودته السجاد الإيراني يدوي الصنع والذي يُعد من بين الأكثر رواجا في العالم.

وأوضح “احنا دلوقتي بنشتغل حرير الطبيعي، بتاع دودة القز، اللي بننافس بيه الإيراني. بننافس بيه إيران بالفعل”.

لكنه يشير إلى أن الفرق يكمن في الدعم الحكومي.

وقال “المشروع دا مشروع قومي هناك (في إيران)، فالحكومة بتشرف عليه. بتطلع تجيب تصميمات ومهندسين يجيبوا تصميمات جديدة من جميع الدول وترجع تنفذها وتصدرها سجاد. لكن احنا عندنا في القاهرة، ما حدش مهتم فكل واحد فينا بيحاول يجتهد ويعمل السجادة اللي تواكب السوق”.

ووفقا لوكالة الجمهورية (إرنا) الإيرانية، تُعدّ صناعة السجاد اليدوي في إيران وخاصة في مدن مثل تبريز وأصفهان من أبرز صناعات التصدير غير النفطية في البلاد.

ويعتمد فتح الله، كغيره من سكان قرية ساقية أبو شعرة، على التسويق الإلكتروني للوصول إلى المشترين بعد أن اندثر التجار التقليديون مع ظهور الإنترنت في أواخر التسعينيات.

وقال “قبل ما يظهر موضوع النت كان فيه تجار بياخدوا مننا السجاد ويعرضوه في معارض في القاهرة لكن بعد ما ظهر النت في التسعينات بقى فيه تسويق إلكتروني على النت وبقينا نقدر نسوق في مصر وبره مصر كمان”.

وصار نسج السجاد وسيلة لدى العائلات لزيادة دخلها في ظل ارتفاع تكاليف المعيشة وانخفاض الرواتب.

وقال عادل حسن وهدان، وهو مدير مدرسة ويعمل بحرفة نسج السجاد أيضا “ولادي هايطلعوا لازم مثلا لما يكبروا عاوز يتجوز عاوز يفتح بيت عاوز يزود دخله، هايشتغل. فا دية ممكن تبقى شغلانة على أد ما هي متعبة بس أنا ببقى متطمن على ابني وهو قاعد معايا بدل ما يسافر ويركب مواصلات ويتعرض لحوادث وكده يعني”.

ويصل سعر المتر من السجاد المنسوج من خيوط الحرير إلى 20 ألف جنيه (حوالي 400 دولار)، بينما يُباع متر السجاد شبه الحريري أو القطني بحوالي خمسة آلاف جنيه (100 دولار).

وعلى الرغم من غياب الدعم الحكومي للحرفة، يواصل أهالي ساقية أبو شعرة تناقلها بكل التفاصيل عن أنواع الخيط والنول المستخدمين فيها.

ويقول وهدان “مصاريف الحياة والأعباء الحياتية المرتب مش مكفيها. ففرصة المهنة دية موجودة واتعلمناها من صغرنا فبنحاول نزود بيها الدخل”.

شارك هذه المقالة