نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر أميركية مطلعة تفاصيل صفقة محتملة يتم التفاوض بشأنها بشكل غير مباشر بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، بهدف التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى والمحتجزين بين الطرفين.
تفاصيل الصفقة المتوقعة
أشارت المصادر إلى أن الاتفاق المقترح يتضمن صفقة متعددة المراحل، تبدأ بإطلاق سراح الأسرى والمحتجزين الإسرائيليين مقابل الإفراج عن أسرى فلسطينيين من كبار السن والمرضى، على أن تشمل المراحل اللاحقة إطلاق سراح عسكريين إسرائيليين.
وأضافت المصادر أن الصفقة تتطلب التزامًا متبادلاً من الطرفين بين كل مرحلة وأخرى. فإسرائيل مطالبة بالتعهد بعدم استئناف العمليات العسكرية، في حين أن حماس ملزمة بإعادة جميع المحتجزين الإسرائيليين المتبقين في المرحلة الثانية.
ورأت المصادر أن الصفقة المطروحة تُعد حلاً معقولاً لجميع الأطراف وتوفر فرصة لإنهاء التصعيد في غزة.
تقدم ملحوظ في المفاوضات
أكدت تقارير إعلامية إسرائيلية، السبت، تحقيق تقدم كبير في المفاوضات الجارية، ما دفع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإرسال وفد رسمي إلى العاصمة القطرية الدوحة للمشاركة في المحادثات.
وقالت صحيفة جيروزاليم بوست إن هذا القرار يعكس التطورات الإيجابية في المفاوضات، بينما نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن مصادر مطلعة أن 90% من الخلافات المتعلقة بالصفقة قد تم حلها.
رغم التقدم، لا تزال هناك نقاط خلافية، أبرزها الجدل حول الصياغة القانونية للاتفاق وآليات الانتقال بين المراحل. ويصر كل طرف على الحفاظ على حرية عمله في تنفيذ الصفقة.
كما تتمسك حركة حماس بمطالبها، وأهمها انسحاب إسرائيل الكامل من قطاع غزة ووقف العدوان بشكل نهائي، كشرط أساسي للقبول بأي اتفاق.
الوساطة الدولية ودورها في تحقيق الاتفاق
تجري المفاوضات برعاية وسطاء دوليين، بينهم قطر، مصر، والولايات المتحدة، في محاولة للتوصل إلى اتفاق قبل تغيير الإدارة الأميركية وتولي الرئيس المنتخب مهامه.
وفي سياق متصل، أفادت تقارير إعلامية أن إسرائيل وافقت على التفاوض بشأن المرحلة الثانية من الصفقة بالتوازي مع تنفيذ المرحلة الأولى، بهدف ضمان استمرارية العملية حتى الإفراج عن جميع المحتجزين.
الأوضاع الإنسانية في غزة
تتزامن المفاوضات مع أوضاع إنسانية كارثية في غزة، حيث أودت الهجمات الإسرائيلية بحياة أكثر من 155 ألف شخص وأصابت مئات الآلاف بجروح، معظمهم من النساء والأطفال، وفقاً لجهات فلسطينية. كما تتفاقم أزمة النازحين والجوع وسط دمار واسع في القطاع.
تشير البيانات إلى أن إسرائيل تحتجز أكثر من 10,300 فلسطيني في سجونها، بينما تُقدر أعداد الأسرى الإسرائيليين لدى حماس بـ99 شخصًا، رغم إعلان الحركة مقتل عدد كبير منهم في الغارات الإسرائيلية على غزة.
