Times of Egypt

مسرحية حرب إيران!

M.Adam
عبدالقادر شهيب 

عبدالقادر شهيب 

بسبب الشكوك التي أحاطت بالضربة الأمريكية لمنشآت إيران النووية، والرد الرمزي الإيراني.. الذي استهدف قاعدة العُديد الأمريكية في قطر، ذهب البعض بعيداً في تحليلاتهم.. لدرجة أنهم اعتبروا حرب إسرائيل وإيران مسرحية، أعدها ترامب وأخرجها. وعززوا استنتاجهم هذا.. بوقف إطلاق النار – الذي تم التوصل إليه بينهما سريعاً فور استهداف قاعدة العديد – وعدم لجوء ترامب للرد على الرد الإيراني! 

لكنني لا أشاركهم هذا الخيال؛ لأن الحرب الإسرائيلية الإيرانية خلفت خسائر فادحة لكل من إسرائيل وإيران، فقد خسرت إيران عدداً من قادتها العسكريين، وعدداً من علمائها النوويين، فضلاً عن تضرر منشآتها النووية ومنشاَتها العسكرية. 

أما إسرائيل فهي – لأول مرة في تاريخها – تتعرض مبانيها ومنشاَتها العسكرية للتدمير، ويضطر كل سكانها للبقاء في الملاجئ ساعات طويلة، ويفقد بعضهم مساكنهم وسياراتهم.. فكل حروبها منذ إنشائها تجري على أراضي الغير! 

وهكذا لجأ الطرفان إلى القبول بوقف إطلاق النار، لأنهما تضررا كثيراً في أقل من أسبوعين.. فضلاً عن أن هناك ما غلَّ يد ترامب عن التصعيد العسكري في المنطقة، حتى لا تغرز أمريكا في وحل حرب جديدة، وهي التي لم تحقق نجاحاً في كل حروبها.. على مدار تاريخها، ابتداء من حرب فيتنام إلى حرب أفغانستان! 

لذلك، أنا أعتبر ما جرى هو عمل محسوب من كل الأطراف؛ أمريكا وإسرائيل وإيران. 

محسوب العمل العسكري، ومحسوب أيضاً وقف العمل العسكري، وعدم التصعيد من جانب أمريكا.. التي واجه ترامب فيها اعتراضات على مشاركته في ضرب مفاعلات إيران النووية.. كل طرف حسب قدراته وإمكاناته، وميزان الخسائر والمكاسب، وانتهى إلى ضرورة وقف الحرب الآن، وعدم التمادي في العمل العسكري.  

ما حدث لم يكن مسرحية إذن، وإنما عمل محسوب – من قبَل كل الأطراف – بدءاً بالعمل العسكري، وانتهاء بالتوقف عن هذا العمل العسكري. 

نقلاً عن «فيتو«

شارك هذه المقالة