Times of Egypt

مدبولي يتفقد تلال الفسطاط ويوجه بتحويلها لجوهرة القاهرة التاريخية

M.Adam

أجرى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم السبت، زيارة تفقدية إلى موقع تنفيذ مشروع “حديقة تلال الفسطاط” بحي مصر القديمة في قلب القاهرة التاريخية، وذلك عقب تفقده لمشروع الأتوبيس الترددي ومنطقة تطوير السيدة عائشة.
ورافق رئيس الوزراء خلال الزيارة كل من المهندس شريف الشربيني، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، والدكتور إبراهيم صابر، نائب محافظ القاهرة، واللواء مهندس محمود نصار، رئيس الجهاز المركزي للتعمير، والمهندس خالد صديق، رئيس مجلس إدارة صندوق التنمية الحضرية، إلى جانب مسؤولي الوزارة والمكتب الاستشاري.

وخلال جولته، شدد مدبولي على أهمية الاهتمام بأعمال الصيانة الدورية لكافة مكونات المشروع التي يتم الانتهاء منها، إلى جانب تكثيف أعمال التشجير والتنسيق الزراعي، بهدف تحويل هذه المنطقة إلى “جوهرة خضراء” في قلب القاهرة التاريخية. كما وجّه بضرورة تجميل واجهات العقارات المطلة على مسجد عمرو بن العاص بما يتماشى مع الهوية الجمالية للمشروع.

مشروع حضاري ضخم على مساحة 500 فدان
من جانبه، أوضح المهندس شريف الشربيني أن المشروع يُقام على مساحة تقارب 500 فدان، وكان موقعه سابقاً بمثابة نقطة تجميع للمخلفات، لكنه يتحول الآن إلى واحدة من أكبر الحدائق في منطقة الشرق الأوسط، ويضم 14 بوابة تجمع بين الطابعين العصري والتاريخي.

وأضاف الشربيني أن المشروع يستهدف إحياء التراث المصري عبر العصور الفرعونية والقبطية والإسلامية والحديثة من خلال أنشطة ثقافية وتجارية وسياحية، إلى جانب إنشاء مسارح مكشوفة، فنادق، ومناطق حفريات وآثار وحدائق تراثية. وأشار إلى أن المشروع وفّر نحو 20 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، وتنفذه 13 شركة مقاولات مصرية.

مناطق متنوعة ومرتبطة بالتراث
وفيما يتعلق بتقسيم المشروع، أوضح اللواء محمود نصار أن الحديقة تنقسم إلى 8 مناطق رئيسية، أبرزها المنطقة الثقافية الواقعة على طريق صلاح سالم أمام متحف الحضارة، وتضم بوابة رئيسية، 4 مطاعم، كافتيريات، نافورة ممتدة، وساحات للاحتفالات والأنشطة الثقافية.

وأضاف أن منطقة “التلال والوادي” تتضمن ثلاث تلال بارتفاعات متباينة، تفصلها قناة مائية تشكّل “النهر”، وتبدأ بتلة “القصبة” التي تضم فندقًا ومناطق خدمات وشلالًا وكوبريًا للمشاة ومدرجات للجلوس، وتلة “الحفائر” التي تنفذها الأجهزة المختصة بهدف إحياء مدينة الفسطاط الإسلامية القديمة على مساحة 47 فدانًا، مع إنشاء ممشى سياحي بطول 1 كم حول المنطقة.

أما “تلة الحدائق التراثية”، فتضم مساحات خضراء، مطاعم، مباني للزوار، وفراغات تطل على البحيرة، وتحتوي على زراعات نادرة من البيئة المصرية.

منطقة استثمارية وسوق للحرف التراثية
كما استعرض رئيس جهاز التعمير المنطقة الاستثمارية بمساحة 31 فدانًا، المطلة على بحيرة عين الحياة، والتي تشمل 12 مطعمًا، 4 مولات تجارية، 4 جراجات، وساحة مسرحية مفتوحة (الأرينا) مخصصة للاحتفالات الرسمية، بالإضافة إلى منطقة للمغامرة والأنشطة الترفيهية.

وأشار إلى وجود منطقة تجارية على مساحة 60 ألف متر مربع، تمثل سوقًا لدعم الحرف التراثية واليدوية مثل الزجاج، والسيراميك، والغزل والنسيج، وتضم 19 محلًا وفندقًا وبحيرة صناعية ومسطحات خضراء، ومواقف للسيارات.

أعمال التنفيذ والتشطيبات النهائية
أوضح نصار أنه تم الانتهاء من تطوير ساحة جامع عمرو بن العاص ورفع كفاءة الجامع، واستكمال الأعمال في المنطقة الثقافية والمخزن المتحفي. كما تم الانتهاء من ملء المرحلتين الثانية والثالثة من النهر، وجارٍ ملء المرحلة الأولى، بالإضافة إلى تكثيف أعمال الزراعة في منطقة التلال وفق الجداول الزمنية المحددة.

كما يشمل المشروع تطوير منطقة النادي المصري القاهري، عبر إنشاء مبنى إداري، حمام سباحة أوليمبي، وآخر للأطفال. وبلغت مساحة الأعمال الإنشائية المنفذة بالمشروع حتى الآن نحو 200 ألف متر مربع.

وفي ختام جولته، أكد رئيس الوزراء على أهمية استمرار الجهود لضمان الحفاظ على المشروع وصيانته بشكل دوري، مع ضرورة الالتزام بالجدول الزمني للتشجير، ووجه باستكمال تحسين واجهات العمارات المحيطة، لتتناغم مع النسق الجمالي للحديقة التي ستكون واجهة حضارية جديدة للقاهرة.

شارك هذه المقالة