في إطار سعي مصر للارتقاء بخدمات الرعاية الصحية وتحقيق حياة أفضل للأم والطفل، أطلق الرئيس عبد الفتاح السيسي في مارس 2020 مبادرة “العناية بصحة الأم والجنين” تحت شعار “100 مليون صحة”. تستهدف هذه المبادرة الكشف المبكر عن الأمراض التي يمكن أن تنتقل من الأم إلى الجنين، وتقديم الرعاية والعلاج بالمجان، ما يعكس رؤية وطنية تهدف إلى تقليل المخاطر الصحية التي تواجه المرأة الحامل ودعم صحة الأجيال القادمة.
أهداف المبادرة
تركز المبادرة على الكشف المبكر عن أمراض خطيرة مثل فيروس التهاب الكبد الوبائي (بي)، وفيروس نقص المناعة البشري (HIV)، ومرض الزهري. وتسعى إلى تقليل معدلات وفيات الأمهات الناتجة عن هذه الأمراض من خلال تقديم التشخيص والعلاج في الوقت المناسب. كما تشمل خدمات المبادرة متابعة دقيقة لحالة الأم والمولود لمدة تصل إلى 42 يومًا بعد الولادة، لتحديد أي عوامل خطر واتخاذ الإجراءات الوقائية والعلاجية اللازمة.
إلى جانب ذلك، تقدم المبادرة المغذيات الدقيقة التي تحتاجها الأم خلال فترة الحمل وبعد الولادة، بهدف تحسين صحتها ودعم تعافيها بشكل كامل.
تتميز المبادرة بضمان سرية التحاليل ودقتها، حيث يتم استخدام كواشف طبية بمعايير عالمية. كما تشمل تقديم المشورة الصحية للأمهات لتوعيتهن بكيفية الوقاية من الأمراض والحفاظ على صحتهن وصحة أطفالهن. وتعد الموافقة الطوعية للأمهات شرطًا أساسيًا للاستفادة من هذه الخدمات، مما يضمن تقديمها بأسلوب يحترم حقوقهن.
نظام مستدام للرعاية الصحية
تأتي هذه المبادرة كجزء من خدمات الرعاية الصحية الروتينية المقدمة في الوحدات الصحية ومراكز الأمومة والطفولة. وتشتمل الخدمات على فحص إكلينيكي شامل للأم والجنين، قياس الوزن والطول وضغط الدم، وتحاليل للكشف عن الأنيميا وأمراض الجهاز البولي، بالإضافة إلى التطعيم ضد التيتانوس وصرف المكملات الغذائية اللازمة للأمهات أثناء الحمل وبعد الولادة.
تغطية شاملة
تُقدم خدمات المبادرة في جميع أنحاء الجمهورية، حيث يتم إحالة الحالات التي تتطلب فحوصات متقدمة إلى مراكز متخصصة. تشمل هذه المراكز 90 مركزًا للكشف عن فيروس “بي” وفيروس نقص المناعة البشري، و163 مركزًا لإحالة حالات مرض الزهري، بالإضافة إلى 303 مستشفيات تابعة لوزارة الصحة مخصصة لعلاج الحالات ذات عوامل الخطورة العالية، مثل ارتفاع مستوى السكر في الدم.
لضمان جودة الخدمات المقدمة، يشارك في تنفيذ المبادرة أكثر من 4000 فريق طبي تم تدريبهم على استخدام أحدث الأجهزة الطبية الخاصة بالكشف المبكر عن الأمراض المستهدفة، إضافة إلى التعامل مع الحالات واستيفاء بيانات المتابعة. تعمل هذه الفرق في الوحدات الصحية والمراكز الطبية يوميًا من الساعة 8 صباحًا وحتى 2 ظهرًا، ما يضمن تقديم الخدمة بشكل مستمر ومنظم.
قاعدة بيانات متكاملة
استعانت المبادرة بالتكنولوجيا لإنشاء قاعدة بيانات متطورة مرتبطة بجميع المنشآت الصحية المشاركة. وتتيح هذه القاعدة متابعة حالة المستفيدات بسهولة، مع إمكانية تحويلهن إلى أقرب مركز صحي لإجراء الفحوصات أو تلقي العلاج. كما يمكن للأمهات الحوامل الاستعلام عن مواعيد الفحوصات والخدمات المقدمة من خلال موقع مبادرة “100 مليون صحة” أو تطبيق “صحة مصر”، بالإضافة إلى الخط الساخن “15335” الذي يوفر الدعم والاستفسارات.
رسالة أمل وصحة للأجيال القادمة
تمثل مبادرة “العناية بصحة الأم والجنين” أحد أبرز الإنجازات الصحية في مصر، حيث تجمع بين توفير الرعاية الشاملة وتعزيز وعي الأمهات بأهمية الوقاية. ومع استمرار تنفيذ هذه الجهود، تضع الدولة الأسس لمستقبل صحي أفضل للأمهات وأطفالهن، ما يعكس التزامًا حقيقيًا ببناء مجتمع صحي ومستدام.
