Times of Egypt

ما هو أكبر من حماس

M.Adam
عمرو الشوبكي 

عمرو الشوبكي 

تُعتبر «حماس».. حركة إشكالية على الساحة العربية والدولية؛ فهناك قلة تختلف معها.. أكثر مما تختلف مع إسرائيل. وهناك أكثرية تختلف معها.. أقل مما تختلف مع إسرائيل. والأهم، أن أسوياء العالم العربي.. يعتبرون أن التحديات الحالية، التي تثيرها دولة الاحتلال.. أكبر – وبكثير جداً – من التحديات التي تثيرها حركة حماس؛ حتى لو اختلفوا معها كلياً وجزئياً. وهناك قلة، تُصر أن تتمسك بالردح والشتائم.. أسلوباً لإدارة الخلاف مع حماس أو غيرها. في حين أن الكوارث المحيطة، تتطلب مناقشات عميقة، وإجراءات جريئة.

 فهناك أولاً.. تحدي الاحتلال الكامل لغزة؛ كستار للتهجير الجزئي للفلسطينيين.. بعد حصرهم في جنوب غزة (قرب الحدود المصرية)، فما هو شكل التحركات المصرية.. التي يجب أن تكون أكثر جرأة وهجومية.. لمواجهة هذه المخططات؟ وكيف يمكن أن نُعزز المناعة الداخلية؛ بتوافق شعبي، وبهامش حقيقي للفعل والمبادرة السياسية.. حتى نستطيع مقاومة كل الضغوط والتحديات.

 التحركات المصرية.. مطلوب ألا تكتفي بدور الوساطة مع القطريين، إنما يجب أن تُدافع عن نفسها.. بالتواجد في المحافل الدولية، لفضح السياسات الإسرائيلية. وأن تكون كل تحركاتها.. مُنسجمة مع كونها دولة اعتدال، مُلتزمة باتفاقاتها الدولية، وغير مطالبة بأن تُصبح دولة مُمانعة؛ لأنها – على المستوى المجتمعي والرسمي – لا تستطيع أن تقوم بأي دور.. خارج إطار التحركات المدنية والقانونية. وهو دور ليس بالقليل، ويجب فيه التنسيق مع السعودية والجزائر وقطر، وتركيا وجنوب أفريقيا وفرنسا، وغيرها من الدول.. من أجل وقف الحرب، والعمل على تكريس منظومة جديدة.. تضع العالم في كفة، في مواجهة أمريكا وإسرائيل.

 البعض في مصر، متخصص – منذ عقود – في أن «يتكعبل» في التفاصيل، ويكره النظر للصورة الكلية والتحديات الكبرى؛ فطبيعي أن يختلف كثيرون مع حركة حماس، وطبيعي أيضاً أن يختلف كثيرون مع عملية 7 أكتوبر.. وليس فقط إدارة حماس. لكن من غير الطبيعي، أن يكون هناك.. من ختم على قلبه وضميره وعقله، ولا يُفرق معه قتل 60 ألف شخص.. معظمهم من المدنيين، وأن يُقتل الأطفال بسبب التجويع، وهو «منقوع» في ردح هنا، وشتيمة هناك. مُحزن ألا يرى ، أن العالم الذي حسم موقفه من حماس، وقال إنها لن تكون موجودة في اليوم التالي.. لإدارة غزة، وإنها ستُسلم سلاحها، لم يمنع وجود ملايين.. يتظاهرون في بلاد بعيدة عن غزة، وعن العالم العربي.. من أجل وقف جرائم الإبادة الجماعية. وأن المتظاهرين – الذين يطوفون المدن والشوارع.. من المغرب حتى تركيا، ومن أوروبا حتى أمريكا الجنوبية والشمالية، مروراً بأستراليا – ليس لهم علاقة بحماس، ويرفضون أيديولوجيتها وتوجهاتها. ولكن الفرق، أن لديهم ضميراً إنسانياً سوياً، كان وراء امتلاك ورقة الضغط – شبه الوحيدة – على إسرائيل.

 مصر مُقبلة على تحديات صعبة، تتطلب أداءً يُركز في الجوهر، ويتجاوز الهوامش والتفاصيل.

نقلاً عن «المصري اليوم«

شارك هذه المقالة