أعلن رئيس الوزراء السوري محمد الجلالي عن رغبته في إرساء عهد جديد في البلاد، مؤكدًا استعداده التام للعمل على تسليم المهام الحكومية في أي وقت. وأكد الجلالي في بيان له على أهمية الحفاظ على المرافق العامة التي هي ملك لكل السوريين، داعيًا المواطنين إلى عدم المساس بالأملاك العامة، التي في النهاية تعود لهم جميعًا.
وقال الجلالي: “نمد يدنا لكل مواطن شريف حريص على مقدرات هذا البلد، من أجل الحفاظ على استقرار الدولة ومؤسساتها.” وأوضح أنه يقيم في منزله حاليًا ولن يغادره إلا بطريقة سلمية، مع ضمان استمرار عمل المؤسسات الحكومية وضمان الأمن والطمأنينة للمواطنين.
وأضاف الجلالي أنه مستعد للعمل مع أي قيادة يختارها الشعب السوري، بما في ذلك المعارضين الذين أبدوا استعدادهم للتعاون دون المساس بمواطني هذا الوطن.
وأشار إلى أن سوريا يجب أن تكون بلدًا طبيعيًا يطور علاقات طيبة مع جيرانه والعالم، دون الانخراط في تحالفات إقليمية. وفي ختام حديثه، أكد الجلالي على جاهزيته للتعاون الكامل مع القيادة القادمة لتسهيل انتقال المهام الحكومية بشكل سلس، بما يضمن استقرار مرافق الدولة.
المعارضة السورية تعلن بداية عهد جديد
أعلنت الفصائل المسلحة المعارضة في سوريا دخولها إلى العاصمة دمشق، معلنةً نهاية حكم الرئيس بشار الأسد بعد أكثر من نصف قرن من القهر والتهجير تحت حكم البعث، وسط مشاهد من الابتهاج الشعبي.
أذاع التلفزيون السوري الرسمي، اليوم الأحد، أول بيان صادر عن الفصائل المسلحة بعد دخولها العاصمة دمشق، مؤكدةً هروب الرئيس بشار الأسد من المدينة. وفي تسجيل مصور، ظهر تسعة أشخاص بزي مدني، حيث ألقى أحدهم كلمة أعلن فيها: “سوريا لكل السوريين بجميع أطيافهم”.
البيان ركز على “تحرير دمشق، إسقاط النظام، وإطلاق سراح كافة المعتقلين المظلومين”. كما دعا المتحدث باسم غرفة عمليات فتح دمشق المواطنين والمجاهدين إلى الحفاظ على ممتلكات الدولة السورية، مضيفًا: “عاشت سوريا حرة أبية لكل السوريين”.
في سياق متصل، أعلنت التنظيمات المسلحة بدء “عهد جديد” بعد سيطرتها على العاصمة. وقال رئيس الحكومة السورية محمد الجلالي إنه مستعد لتسليم المؤسسات لأي قيادة يختارها الشعب، مؤكدًا في تسجيل مصور نشره عبر “فيسبوك”: “سنتعاون لتقديم التسهيلات اللازمة للانتقال السلمي”.
شهدت العاصمة السورية حالة من الفرح الشعبي، حيث أفاد شهود عيان بانقطاع التيار الكهربائي وسط إطلاق نار كثيف في الهواء ابتهاجًا. انتشرت مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي تُظهر مواطنين يهتفون في شوارع دمشق، مع شعارات تمجد “سوريا الحرة”.
تحركات دولية ومحلية:
أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن القوات الحكومية انسحبت من مطار دمشق الدولي في الساعات الأولى من الأحد، تزامنًا مع هروب الأسد عبر المطار، وفقًا لمصادر حقوقية. في الوقت ذاته، أصدرت هيئة تحرير الشام تعليمات بعدم الاقتراب من المؤسسات العامة، مشيرة إلى أنها ستبقى تحت إشراف رئيس الوزراء السابق حتى تسليمها رسميًا.