Times of Egypt

مؤتمر القاهرة لتعزيز الاستجابة الإنسانية في غزة.. دعوة عاجلة للتضامن الدولي

M.Adam

وسط تصاعد الأزمة الإنسانية في قطاع غزة نتيجة العدوان الإسرائيلي المستمر، انعقد اليوم الإثنين، في العاصمة المصرية، مؤتمر القاهرة الدولي لتعزيز الاستجابة الإنسانية في غزة برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، حيث أكد وزير الخارجية المصري، بدر عبدالعاطي، في كلمته الافتتاحية بالمؤتمر على أهمية هذا الحدث العالمي الذي يسعى إلى تعزيز استجابة المجتمع الدولي لأزمة غزة الإنسانية، ودعم جهود التعافي المبكر.

وشدد وزير الخارجية في كلمته على المأساة غير الإنسانية التي يعاني منها الشعب الفلسطيني جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل. وأكد أن هذا المؤتمر يهدف إلى التحرك الدولي المشترك لمعالجة الآثار الإنسانية المدمرة التي خلفها العدوان في قطاع غزة، ودعم جهود العودة إلى حياة طبيعية ومستدامة للفلسطينيين.

وقال عبدالعاطي: “يسعدني ويشرفني افتتاح مؤتمرنا اليوم، الذي يعقد تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي والأمين العام للأمم المتحدة، وأنا أرحب بجميع الحضور في القاهرة. هذا المؤتمر، الذي تنظمه حكومة مصر بالتعاون مع الأمم المتحدة، يهدف إلى تعزيز استجابة المجتمع الدولي لمأساة غزة الإنسانية.”

كما خص الوزير بالشكر العديد من الشخصيات الدولية المشاركة، مثل الدكتور محمد مصطفى، رئيس وزراء فلسطين، وأمينة محمد، نائبة الأمين العام للأمم المتحدة، بالإضافة إلى ممثلين عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” والمفوضية السامية للشؤون الإنسانية.

وفي كلمته، أشار عبدالعاطي إلى أن معاناة الشعب الفلسطيني تفاقمت بسبب العدوان المستمر، الذي خلف أكثر من 43 ألف شهيد، معظمهم من النساء والأطفال. كما تسببت العمليات العسكرية في تدمير البنية التحتية، بما في ذلك المدارس والمستشفيات والمساجد، فضلاً عن تهجير أكثر من 2 مليون شخص. وأضاف أن الاحتلال الإسرائيلي يحرم الفلسطينيين من المساعدات الإنسانية والطبية، ويحول دون وصول الإغاثة إلى المحتاجين.

وأكد وزير الخارجية، أن مصر قدمت دعماً كبيراً لغزة منذ بداية العدوان، حيث قدمت حوالي 70% من المساعدات الإنسانية إلى القطاع، وقامت بتسهيل إجراءات الشحن الجوي والبحري والبري، بالإضافة إلى استضافة آلاف الجرحى الفلسطينيين وتقديم الرعاية الصحية لهم.

الدور المصري في دعم غزة:

في إطار دعمها المستمر لفلسطين، أكدت وزير الخارجية استعدادها الكامل لاستقبال المزيد من المساعدات الإنسانية وإدخال الشحنات إلى قطاع غزة، وذلك حال توفر الظروف الأمنية المناسبة لضمان وصول المساعدات بشكل آمن. وأوضح أن مصر تعمل على تسهيل دخول المساعدات عبر معبر رفح وتوفير الحماية اللازمة لوكالات الإغاثة الإنسانية.

كما أشاد بالجهود المصرية في إنشاء مخيمات إيواء وتقديم الدعم الصحي والتعليم للمواطنين الفلسطينيين المتضررين.

وختم وزير الخارجية كلمته بدعوة المجتمع الدولي، وخاصة مجلس الأمن، إلى الضغط على الاحتلال الإسرائيلي لفتح معابر غزة وتشغيلها بالكامل، بما يضمن وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين. كما أكد على ضرورة اتخاذ مواقف حاسمة لتنفيذ قرارات الأمم المتحدة والمطالبة بوقف فوري لإطلاق النار، بما يتماشى مع القوانين الدولية والإنسانية.

وشدد عبدالعاطي على أهمية إعادة بناء غزة وتهيئة الظروف المواتية لعودة الفلسطينيين إلى حياتهم الطبيعية، داعياً جميع الدول المشاركة في المؤتمر إلى تقديم تعهدات مالية ملموسة لدعم جهود التعافي المبكر وإعادة الإعمار.

وأعرب وزير الخارجية عن التزام مصر الثابت بالقضية الفلسطينية، مؤكداً أن مصر ستستمر في تقديم الدعم الكامل لأشقائها الفلسطينيين حتى تحقيق أهدافهم المشروعة في إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية. كما توجه بالشكر إلى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، على قيادته الحكيمة ودعمه المتواصل للحقوق الفلسطينية في هذا الظرف الدقيق.

شارك هذه المقالة