تتجه الأنظار مجددًا إلى العاصمة البريطانية لندن، حيث من المقرر أن تُعقد غداً الأربعاء الجولة الثانية من المحادثات بين أوكرانيا وشركائها الغربيين بهدف التوصل إلى وقف لإطلاق النار مع روسيا، في ظل استمرار التصعيد العسكري على الأرض وتكثيف الضغوط الدبلوماسية لإيجاد مخرج سياسي للصراع المستمر منذ أكثر من عامين.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤول أوكراني قوله إن الجولة الثانية ستعقد الأربعاء في لندن، دون الكشف عن تشكيلة الوفد الأوكراني رسميًا. غير أن وسائل إعلام محلية رجّحت أن يضم الوفد كلًا من أندري يرماك، مدير الإدارة الرئاسية، والمستشار العسكري للرئيس بافلو باليسا، بالإضافة إلى وزيري الخارجية أندري سيبيغا والدفاع رستم أوميروف.
زيلينسكي: نأمل في “وقف إطلاق نار غير مشروط”
وفي تصريحات أدلى بها يوم الاثنين، أعرب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن أمله في أن تفضي المحادثات إلى وقف إطلاق نار غير مشروط، كخطوة أولى نحو سلام “حقيقي ودائم” مع روسيا، داعيًا إلى رد واضح من موسكو على اقتراحه الأخير بهدنة، خصوصًا بعد إشارات من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه مستعد “لدراسة” هذا المقترح.
دعم غربي متواصل ومخاوف من فشل الجهود
وتأتي محادثات لندن بعد أسبوع من اجتماع سابق عقد في باريس، ضم ممثلين عن أوكرانيا والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، لكنّه لم يسفر عن نتائج ملموسة. ومع ذلك، يُنظر إلى استمرار هذه اللقاءات كدليل على تصميم الأطراف الغربية على تحقيق تقدم دبلوماسي في مواجهة التقدم الروسي الميداني المتسارع.
وفي تطور لافت، حذّر وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو في ختام محادثات باريس من احتمال انسحاب واشنطن من مسار التفاوض، في حال رأت أن جهود السلام “غير ممكنة” أو غير مجدية، في إشارة واضحة إلى نفاد صبر الجانب الأميركي.
ترامب يأمل في اتفاق “هذا الأسبوع”
من جهته، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي يقود جهود الإدارة الأميركية للتوصل إلى تسوية، إنه يأمل في التوصل إلى اتفاق هذا الأسبوع، دون أن يُفصح عن تفاصيل إضافية بشأن ملامح هذا الاتفاق أو طبيعة الضمانات المطروحة.
وعلى وقع استمرار المحادثات، تواصل القوات الروسية تحقيق تقدم على الأرض في مناطق شرق وجنوب أوكرانيا، ما يُعزز من موقف موسكو التفاوضي ويدفع كييف للمطالبة بضمانات أمنية صارمة.
ويرى مراقبون أن الجولة الثانية من محادثات لندن ستكون اختبارًا حقيقيًا لنوايا الأطراف كافة، خصوصًا في ظل الضغط المتزايد على واشنطن لإنجاح المبادرة، مقابل شكوك أوروبية حول جدية موسكو، ومطالب أوكرانية بضمانات صلبة قبل أي تهدئة.