Times of Egypt

لماذا يكسر المصريون القانون؟! 

M.Adam
عبدالله عبدالسلام 

عبدالله عبدالسلام  

مشهد الأمهات – اللاتي وقفن أمام إحدى لجان امتحانات الثانوية – وإبلاغهن الطلاب بصوت عال.. إجابات امتحان اللغة العربية، ثم واقعة ملاحقة عدد من أولياء الأمور إحدى المراقبات.. داخل لجنة امتحانات بمنطقة حلمية الزيتون، ومحاولة التعدي عليها – لرفضها السماح بالغش – وغيرهما من عشرات الحوادث.. المرتبطة بهذه الامتحانات، ليس جديداً ولا مفاجئاً. في غالبية امتحانات المراحل الدراسية.. يحدث ذلك. وزارة التعليم تتعهد بالتحقيق، إلا أن الأمر يتكرر – دون قدرة أو رغبة في منعه – بحيث يبدو كأننا نؤدي مسرحية.. أبطالها يتغيرون كل عام، لكن النص واحد تقريباً. 

معظمنا – إن لم يكن جميعنا – بحسب علماء نفس، نكسر اللوائح والقانون.. حتى عندما نكون مدركين للعواقب.  

عندما نعتقد أننا سنستفيد من ذلك، تتضاءل أمامنا العقوبة.. التي يمكن أن نتعرض لها. نسبةٌ معتبرةٌ منا.. لا يفكرون أصلاً في القانون، عندما يفعلون شيئاً مخالفاً. لدينا مخزونٌ – لا ينضب – من المبررات، جعلنا نعتدي على اللوائح والقانون.. دون شعور بوخز الضمير. يبدأ الأمر باختراق أحدهم للصف.. في هيئة حكومية، والوقوف في أوله.. لماذا؟  

لأن لديه أمراً طارئاً، أو أن ما يطلبه.. لن يستغرق سوى دقائق معدودة.  

من يغشون من التلاميذ – ومن يدفعونهم لذلك من أولياء الأمور – يبررون ذلك.. بأنهم دفعوا «دم قلبهم» في الدروس، ويريدون تأمين مستقبل أبنائهم. أحياناً، ينتهك الإنسان القانون دون تفكير. تحركه غريزة التملك، وأن أحداً لن يراه.. وهو يرتكب جريمته.  

في لندن – قبل سنوات – استغل بعض الأشخاص احتجاجات جماهيرية، وسرقوا كل ما استطاعوا حمله.. من المحلات التجارية. بعضهم سرق زجاجات مياه.. لا يهم القيمة، المهم إرضاء الغريزة. الناس أيضاً لا يربطون بين اللوائح والوازع الديني. القانون في نظرهم عمل بشري.. لا علاقةَ له بالدين، لذا يبررون لأنفسهم ما يفعلون.. حتى لو خالف القانون. تدني مستوى المعيشة، يلعب دوراً مهماً. إذا كان توفير لقمة العيش.. معناه تنحية القانون جانباً، فليكن كذلك.هكذا يقنعون أنفسهم.  

أحياناً أيضاً، تدفعهم البيروقراطية إلى طرق غير شرعية.. لتسهيل أمورهم، طالما لا يستطيعون ذلك بالقانون. كما أن البعض يشعر.. بأن القانون لا يُطبّق بعدالة على الجميع، فيفقدون الثقة به ويلتفون حوله.  

هناك عوامل أخرى، تدفع الشخص دفعاً إلى انتهاك القانون. أهمها غابة التشريعات، التي تفرضها الدولة الحديثة على الإنسان. في كل حركة أو تصرف، هناك لائحة أو قانون.. عليه اتباعه، وإلا تعرض للعقاب.  

مسؤول هندي رفيع المستوى، قال مؤخراً لمجلة الإيكونوميست: «الدولة تضع معايير مرتفعة، يستحيل الالتزام بها، ثم تدَّعي أن الهنود خارجون عن القانون. الدولة – نفسها – جعلت من المستحيل عليهم اتباع القانون».  

في الهند.. منظومة لا تنتهي من القوانين. 7305 أفعال، يتم تصنيفها كجرائم، 75% منها.. عقابها السجن. الولايات الهندية تضيف جرائمَ أخرى.  

أحد المسؤولين دعا إلى أن تعمل أجهزة التكييف.. بين 20 و28 درجة، وإلا أصبح الأمر جريمة. الضرائب عديدة، وتثقل كاهل الأفراد والشركات.  

لا عجب أن كسر القانون بالهند هو القاعدة. تماماً مثلما الأمر عندنا.  

نظرياً، هناك قانون ينظم كل فعل بشري. عملياً لا أحد يلتزم بهذا القانون. 

نقلاً عن «المصري اليوم» 

شارك هذه المقالة