Times of Egypt

كيف يتحدد مصير أهل غزة.. ومن يحدده؟

M.Adam
زياد بهاء الدين 

زياد بهاء الدين

الساعات والأيام القليلة المقبلة.. سيتحدَّد فيها مصير الشعب الفلسطيني في غزة، ومعها الضفة الغربية، ومستقبل الصراع العربي-الإسرائيلي.

لا فائدة من مهاجمة «خطة ترامب/نتنياهو»، ووصفها بأنها ظالمة ومنحازة، وبأنها تحقق كل آمال إسرائيل وحدها.. وتتجاهل حقوق الشعب الفلسطيني، بل تتجاهل وجوده من الأصل. ولا جدوى من التوقف عند المغالطات التاريخية والواقعية التي كررها الرجلان.. خلال الأربعين دقيقة التي عرضا فيها خطتيهما. كل هذا صحيح، ولكنه غير مفيد الآن.

«خطة ترامب/نتنياهو» غيرت الموازين.. بطرح أسس جديدة لإطار إنهاء حرب الإبادة الإسرائيلية، وهي التالية:

■ تبني إدارة الرئيس «ترامب» لكافة مطالب حكومة «نتنياهو».. بلا أي تحفظ: تسليم الرهائن فوراً، ونزع سلاح تنظيم «حماس» وإنهاء وجوده فعليا، وإخلاء غزة من التسليح عموماً، وتخصيص مساحة أرض خالية.. للفصل بين غزة وإسرائيل، وإدارة غزة – من خلال مجلس دولي وقوات شرطة عربية وإسلامية – وانسحاب إسرائيل منها تدريجياً.. وفق تقديرها وإرادتها.

■ العدول عن ترحيل أهل غزة، أو تهجيرهم.. على نحو ما كان مطروحاً من قبل (وهو المكسب الفلسطيني والعربي الوحيد). ولكن في مقابل التعامل معهم.. بوصفهم كتلة من البشر دون تاريخ ولا هوية ولا شهداء ولا حقوق، ولا دور في إدارة شؤونهم.. أو حتى المشاركة في الإدارة التي سيتولاها مجلس دولي.

■ إلغاء أي تمثيل سياسي للجانب الفلسطيني.. بمجرد قبول الخطة، من «حماس» إلى السلطة الفلسطينية (حتى بعدما قبل رئيسها منذ أيام في خطابه أمام المتحدة كل المطالب الإسرائيلية).

■ والجديد – وفقا لما صرح به الرئيس الأمريكي وأكده البيان المشترك من الدول العربية والإسلامية التي شاركت في القمة التي عقدها الرئيس «ترامب» – هو موافقة هذه الدول جميعاً على الخطة، وترحيبها بالمشاركة في تنفيذها. 

ولعل ليس غريبا.. أن يكون هذا موقف عدد من الدول المشاركة في البيان، ولكن الجديد أن يصدر بهذا الإجماع والعلانية، وبما يعبر عن توجه جديد.. لتبني «خطة ترامب/ نتنياهو» والالتزام بها مستقبلاً.

■ وأخيراً اقتصار المطروح على الجانب الفلسطيني؛ على الاختيار بين قبول الخطة فوراً.. دون تعديل أو تفاوض، وبين رفع وتيرة حرب الإبادة حتى الفناء.

ليس واضحاً.. من الذي سيأخذ القرار في نهاية الأمر، وهل سيعبر عن رأي الشعب الفلسطيني المحاصر أم لا، وهل يكون ملزماً لكل الأطراف المعنية؟

ولكن، في كل الأحوال.. فإن لا أحد غير الشعب الفلسطيني.. من حقه أن يتخذ قرار كيفية التعامل مع «خطة ترامب/نتنياهو». ولا من حق أحد.. أن يطالب أهل غزة؛ لا بالصمود، ولا بالقتال، ولا برفض الشروط الأمريكية/الإسرائيلية.. رغم إجحافها الشديد؛ فهم وحدهم من دفعوا ثمن العدوان والحصار، وحرب الإبادة الجماعية، والجوع، والقصف، والاغتيالات، والتهجير من مكان إلى آخر. 

فلا يصح لغيرهم، أن يملي عليهم شروطاً، أو يفرض عليهم سلوكاً.. أو قراراً، إلا إذا كان مستعدا لدفع ذات الثمن.

علينا فقط.. احترام القرار، وعدم المزايدة عليه، ودعم أهل غزة؛ فيما يقررون أنه في مصلحتهم، والاستعداد لتقديم العون.. فيما هو آت.

نقلاً عن «المصري اليوم»

شارك هذه المقالة