Times of Egypt

كلام ترامب

M.Adam
عمرو الشوبكي 

عمرو الشوبكي

كلام ترامب في الأمم المتحدة، وخطته لوقف الحرب في غزة.. يحتاج لتعليقين منفصلين؛ الأول اليوم، يخص حديثه «الفريد».. من على منبر الأمم المتحدة. والثاني غداً.. يتعلق بخطته لإنهاء حرب غزة.

فيما يتعلق بخطابه، فهو يعتبر أطول خطاب لزعيم في هذه الدورة، وواحداً من أطول الخطابات في تاريخ الأمم المتحدة، فقد تكلم الرجل عن قضايا داخلية كثيرة، فشتم الرئيس السابق بايدن، واعتبر أن أمريكا تشهد حالياً «عصراً ذهبياً».. بعد مرور ثمانية أشهر فقط تحت قيادته، وهاجم أوروبا.. بسبب سياسة الهجرة، وما سماه الحدود المفتوحة. وخصَّ عمدة لندن المسلم.. بهجوم خاص، واعتبر أن عدد المهاجرين غير الشرعيين الذين يدخلون بلاده «انخفض إلى الصفر»، كما رفض مصادر الطاقة المتجددة، واعتبرها «غير فعالة ومكلفة للغاية». وقال إن التأثير الأساسي «لسياسات الطاقة الخضراء الوحشية».. لم يكن مساعدة البيئة، بل نقل النشاط الصناعي من الدول المتقدمة – التي تتبع القواعد – إلى الدول الملوثة.. التي تنتهك القواعد، وتحقق ثروات طائلة.

وبعد أن قال الرئيس ترامب – في بداية حكمه – إنه سيُنهي الحرب بين روسيا وأوكرانيا.. في أسابيع قليلة. ولم يحدث. 

وقال – منذ شهرين – إنه سيُنهي حرب غزة الأسبوع القادم، وانتظرنا وقتا طال.. لنرى ملامح خطته. ومع ذلك، ادَّعى أنه أنهى حروباً وهمية.. بالقول إنه أنهى 7 حروب «لا يمكن إنهاؤها». وقال إن الأمم المتحدة لم تساعد في إنهاء هذه الحروب.. رغم إمكاناتها الهائلة، «لكنها لا ترقى إلى مستوى هذه الإمكانات».

كلام ترامب في الأمم المتحدة.. عن غزة لا يبشر بالخير؛ فيما يتعلق بخطته حولها، فقد اعتبر أن الدول التي اعترفت – من جانب واحد – بالدولة الفلسطينية، أعطت «مكافأة كبيرة لإرهابيي حماس، ولرفضهم إطلاق سراح الرهائن، أو قبول وقف إطلاق النار». في حين أنه لم يذكر الفظائع ارتكبتها إسرائيل، وأنها من رفض مقترح مبعوثه «ويتكوف».. وهي دولة الاحتلال. وليس «حماس».

كلام ترامب عكس في الحقيقة.. أزمة العالم مع الإدارة الحالية؛ فسابقاً.. كان الخلاف مع الإدارات الأمريكية.. حول التوجهات السياسية، أو الممارسات الاستعمارية، أو كلام اشتراكي يواجه نظامها الرأسمالي. أما مع ترامب.. فالموضوع دخل في طريق العشوائية، والكلام الفارغ، وتحويل الأكاذيب إلى حقائق، وهو ما يطرح سؤال.. كيف أصبح تاجر رئيساً لأكبر دولة في العالم، وصار يتكلم في كل شيء.. من الطب إلى الأدوية، إلى السياسة؟

استهدف ترامب في كلامه – كما هي عادته – الطرف الأضعف (المهاجرين في الداخل، والفلسطينيين في الخارج)، وموقفه من حرب غزة.. كان لصالح الطرف الأقوى، بعد أن تصوَّر أنه يتحرك في الفراغ.. في ظل ضعف المؤسسات الدولية، والضعف – ولو المؤقت – للمشاريع البديلة لتوجهاته.

لا يمثل كلام ترامب في الأمم المتحدة «بشرة خير».. بخصوص خطته لإنهاء الحرب. ومع ذلك، وبكل أسف.. هي الخطة الوحيدة القابلة للتنفيذ في الوقت الحالي.

نقلاً عن «المصري اليوم»

شارك هذه المقالة