د. أسامة الغزالي حرب
لا أحبذ أبداً التناول الصحفي العابر، الذي يتم أحياناً، لكثير من القضايا العلمية المعقدة، في مجال الصحة والطب، خاصة عندما تكون في مراحل التجريب والافتراض! فالصحف في الدنيا كلها تمتلئ بأخبار البحوث الطبية في كل فروع الطب.. وربما نطالع بشكل يومي أخباراً تبدأ بعبارة…«كشف بحث جديد..، أو كشفت دراسة حديثة…أن كذا وكذا»!
هي كلها لا تتعلق بنتائج علمية محسومة مائة في المائة… فلا يكون لها من تأثير سوى إشاعة البلبلة والفوضى والقلق! وأنصح القارئ العزيز أن يأخذها بحذر.
لقد قرأت في أهرام حديثا.. خبراً عن دراسة نشرها أحد المواقع الصحية المهمة في الولايات المتحدة.. عن مخاطر النوم غير المنتظم! ويقول نص الخبر: «كشفت دراسة حديثة نشرها موقع هيلث لاين أن النوم غير المنتظم يزيد خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية (حتى وإن حصل الفرد على عدد ساعات النوم الموصى به يومياً!!)…إلخ.
ووفقاً لهذا الخبر المنقول من أمريكا، فإنه كان يُفترض أن أموت أنا شخصياً منذ فترة طويلة! فأنا لم أعرف في حياتي نوماً يزيد على أربع ساعات متواصلة إلا نادرًا! ويمكنني بالطبع أن أكررها مرة أواثنتين في اليوم.. وفق الأحوال. وأنا الآن في أواخر الثامنة والسبعين من عمري، وكانت أمي رحمها الله تقول لي إن نومي منذ مولدي كان قليلاً جداً.
وعندما تزوجت، قلت لزوجتي في أسبوعنا الأول: «إذا لاحظتِ أنني نمت سبع ساعات متواصلة فاعلمي أنني مت»! بل لقد سعدت كثيراً عندما قال أستاذنا العالم الكبير د. مجدي يعقوب، رداً على سؤال من لميس الحديدي، إن النوم المتقطع يمكن أن يكون أمراً طيباً صحياً وذهنياً.. عكس ما هو شائع! وغالباً ما أصحو بعد نحو ثلاث أو أربع ساعات من بداية نومي، وأستمتع بقراءة، أو متابعة للأخبار على التليفزيون.. لأعاود النوم لأصحو مبكراً، حتى أتمكن من كتابة هذا العمود، قبل أن يعاجلني الزميل العزيز د. أحمد سيد أحمد، المشرف على صفحة الرأي، صائحاً: أرجوك يا دكتور.. إنت معطل الصفحة!
نقلاً عن «الأهرام»