أمينة خيري
السفر فيه فوائد عديدة. يظل الانتقال من مكان إلى آخر.. متخماً بالمنافع. وبالإضافة إلى السبع فوائد التاريخية، التي نشير إليها في موضوع التعبير في المدرسة، وفي تنشئتنا لصغارنا، وفي أحاديثنا الاجتماعية، وهي الترويح عن النفس، وكسب العيش، وتحصيل العلم، والتعرف إلى الآداب (الثقافات)، وصحبة الأمجاد، واستجابة الدعوة، وزيارة الأحباب، هناك فائدة كبرى – على الأقل بالنسبة لي – وهي معرفة كيف ينظر الآخرون لك.
البعض يسافر، ويعتبر إقامته في الفندق الفاخر، وبرنامجه السياحي.. المعد سلفاً، وتناوله طعام العشاء على قمة الجبل، أو سفح الهضبة، أو أعلى ناطحة السحاب.. في اليوم الأخير، هو قمة المتعة والفائدة. والبعض الآخر لا يرى في السفر أية متعة، أو فائدة أو جدوى. ضمن مميزات السفر بالنسبة لي، هو أنه وسيلة لمعرفة كيف ينظر الآخرون لنا.
بعيداً عن السياسة.. التي بات سكان الأرض يخشون التطرُّق إليها مع الغرباء، إما لهيمنة اليمين المتشدد في العديد من الدول، أو خوفاً من التطرُّق إلى جوانب تتعلق بالهجرة والمهاجرين.. التي باتت من أكثر القضايا المثيرة للجدل والخلاف، أو خشية أن يكون هناك شخص ما.. تابع لجهة ما.. يعتبر ما يثار من كلام.. تهديداً لأمن قومي، أو إثارة للبلبلة، أو حديث كراهية للبلد المضيف. أشارك القراء الأعزاء ملخصاً لانطباعات وآراء، سمعتها من أفراد مختلفين في أمريكا وبريطانيا عن مصر.
إعجاب وانبهار بمصر »القديمة» ،وما تركه المصريون »القدماء»، والآثار «القديمة« والمباني السكنية »القديمة»، والأحياء »القديمة«، ولم يتبقَّ سوى إبداء الإعجاب بالناس »القديمة»! ويبدو أن مسألة الإجماع على الإعجاب بالقديم، تعكس مواقف متشابهة من الجديد، أو فلنقل البعض من الجديد. سمعت إشادات بالطرق، وبمترو الأنفاق، وبالشواطئ، وبكرم الناس، والتطوع بالمساعدة. ولكن تصرفات البعض في الشوارع، تجعل البعض يشعر بعدم ارتياح، وبقلق أو بتوتر، أو كل ما سبق. هذه التوليفة تتفاقم.. حين تكون الزائرة امرأة، شابة أو غير شابة.
ورغم أن جميعهن.. أكدن على الالتزام بما أصبح متفقاً عليه في الأدلة السياحية، ومنصات السوشيال ميديا، حيث يتشارك المسافرون خبراتهم، ألا وهو أن المجتمع المصري محافظ، ويغلب على نسائه وشاباته – وحتى طفلاته – الملابس بالغة الاحتشام، إلا أن الشكوى كانت من النظرات المخترقة الخارقة للملابس، والتعليقات غير المفهومة ولكن غير المريحة، وكذلك محاولات المطاردة – التي يعتبرها البعض من الصبية والشباب في الشارع.. خفة ظل أو لطافة وظرافة – التي تستمر حتى بعد تأكيد السائح أو السائحة.. بشكل لا يدع مجالاً لعدم الفهم، أنه يحب أن يمشي وحده.
سمعت كذلك، تعليقات عن مستوى نظافة الأماكن العامة، رغم أن من زاروا بيوت المصريين، تحدثوا عن مستوى نظافة مبهر، وكذلك نصب واحتيال البعض من سائقي التاكسي، والتعجب من أن كل العدادات متعطلة عن العمل. أما فوضى المرور، والقيادة، والعصبية، وأوركسترا آلات التنبيه، والسير العكسي، فقد تحدث عنها الجميع، وكأنها فقرة كوميدية.
أتمنى الأفضل لمصر لأنها تستحق فعلاً.
نقلاً عن «المصري اليوم«