عبدالقادر شهيب
أعتقد أن الحكومة سوف تتراجع عن موضوع «طرد المستأجرين بعد خمس سنوات» – الذي تضمَّنه مشروعها لتعديل قانون الإيجارات القديمة – واعتقادي هذا يقوم على رفض البرلمان له، وأيضًا الرفض الواسع للرأي العام.. الذي عبرت عنه مواقع التواصل الاجتماعي.
ولكن يبقى أن الحكومة – بما قدَّمته للبرلمان – أثارت بالفعل فزع المستأجرين، الذين خشوا الطرد والتشريد بعد خمس سنوات.. إن مد الله في أعمارهم.
وهنا، علينا أن نتوقف أمام ما حدث.. فإن إثارة فزع قطاع ليس بالقليل من المواطنين، يكشف اختفاء السياسة.. في إدارة بعض الملفات المهمة، وتراجُع الحس السياسي في التعامل مع المواطنين، أو قطاع منهم.
إن الحس السياسي أمر مهم، يجب أن يتحلى به كل مسؤول. كما أن السياسة.. هى نهج لا غنى عنه لأي حكومة؛ خاصة وهي تتعامل مع المواطنين، ومع أمورهم وقضاياهم المهمة.
نعم نحن نحتاج للخبراء الفنيين المتخصصين في الحكومة، الذين يفهمون الملفات التي تقع في إطار اختصاصاتهم. لكننا نحتاج أكثر.. أن يتحلى هؤلاء المسؤولين بالحس السياسي، وأن يجمع نهجهم ما بين التخصص الفني والسياسة.
وبالنسبة لتعديل قانون الإيجارات القديم.. استجابة لحكم المحكمة الدستورية، فإذا توفر النهج السياسي في التصدي له، كان سيتفادى تعديل إحدى مواده.. لطرد المستأجرين، وإثارة فزعهم.
الحكومة تحتاج طمأنة الناس على المستقبل، وليس إثارة فزعهم منه.. ويتعين ألا ننسى أن السبب في انطلاق انتفاضة يناير.. كان قلق الناس على المستقبل؛ في ظل طرح البعض ترشيح جمال مبارك خلفاً لوالده.
نقلاً عن «فيتو»