عبد القادر شهيب..
الجميع جانبه الصواب.. فيما عُرف بـ «فتنة البدو»! فقد أخطأ رجل الأعمال الذي اتهمالبدو – بشكل عام – بأنهم يعطلون نمو الاستثمار السياحي.. وبالتالي ازدهار السياحة. وقد أخطأ من أذاع ذلك تليفزيونياً- رغم أنه لم يُذع مباشرة على الهواء – وكان مسجلاً.
وقد جانب المجلس الأعلى للإعلام الصواب.. عندما سكت على هذا الخطأ المهني. ذات الشيء، جانب الصواب من انتفض، وأعلن أن البدو والصعايدة خط أحمر؛ لأن الجميع فى بلدنا مواطنون لهم نفس الحقوق، وعليهم ذات الواجبات، وكلنا نخضع للقانون.
إن ما حدث، ينطبق عليه المثل الشهير: معظم النار من مستصغر الشرر، وحسناً أن اعتذر رجل الأعمال عما قاله، وإيضاحه أنه لا يقصد الإساءة للبدو، وإنما هو يشكو نَفَر من البدو في الساحل الشمالي، وليس كل – أو جميع – البدو، وحسناً أن قبل اتحاد القبائل اعتذاره.
لكن ما حدث ينبهنا إلى أمر هام متعدد الجوانب، من ناحية أننا نواجه الآن تحديات خارجية كبيرة.. تحتاج منا أكبر قدر من التماسك الوطني، حتى نتغلب عليها ونتفادى أخطارها، وإثارة فتنة اجتماعية خطر على التماسك الوطني هذا.
ومن ناحية أخرى، أن الاعتصام بالمهنية مهم.. لتفادي مثل هذه الأخطاء الإعلامية، التي تثير فتناً اجتماعية.
ومن ناحية ثالثة، من المهم أن تقوم كل مؤسسة في بلدنا بواجبها؛ فالمجلس الأعلى للإعلام.. من مسؤولياته متابعة المحتوى الصحفي والإعلامي، ومحاسبة المنبر الصحفي والإعلامي الذي يخطئ مهنيًا. وبالطبع، فإن اعتذار رجل الأعمال.. لا يمحو الخطأ المهني الذي حدث، وكاد يثير فتنة اجتماعية.
ومن ناحية رابعة، فإن الدستور المصري يؤكد أن مجتمعنا يقوم على أساس المواطنة، الذي يتجاوز نظام القبائل ويسبقه. وبالتالي فإن مجتمع المواطنة يتسع للمؤسسات السياسية والحزبية ومنظمات المجتمع المدني ولا مكان فيه لمؤسسات قبائلية.
ولعل فتنة البدو – التي تم وأدها في المهد – تنبهنا جميعاً لكل ذلك، وقبله أننا مستهدفون من الخارج، وليس أمامنا إلا الاعتصام بتماسكنا الوطني.
… وهذا يحتاج منا أن يقوم الجميع بواجبه المهني ومسؤولياته الوطنية.
نقلاً عن «فيتو»