أثارت مشاهد تسليم الدفعة الخامسة من المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة ضمن صفقة التبادل، ردود فعل غاضبة في إسرائيل، حيث وصف مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هذه المشاهد بأنها “صادمة وصعبة”، معتبراً أن ما حدث تجاوز كونه مجرد عملية تسليم، ليأخذ طابعاً استعراضياً ورسائل تحدٍّ واضحة.
انتشار مكثف ورسائل عسكرية
عملية التسليم شهدت انتشاراً واسعاً لعناصر كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة “حماس”، الذين ظهروا بكامل عتادهم العسكري، حاملين أسلحة متنوعة، من أبرزها قناصة الغول والرشاشات الثقيلة من طراز بي كي سي، إلى جانب بنادق “أم 16” والكلاشنكوف، وقذائف الياسين 105 المحمولة على الكتف والمضادة للدروع.
ووفقاً لمراقبين أمنيين، فإن هذه الأسلحة تعد الأكثر استخداماً من قبل مقاتلي القسام في الاشتباكات مع الجيش الإسرائيلي خلال المعارك السابقة في قطاع غزة، حيث كانت تُستعمل في عمليات قنص الجنود والاشتباك المباشر، بالإضافة إلى استهداف الآليات والدبابات الإسرائيلية.
لتأمين عملية التسليم، انتشرت شاحنات بيضاء صغيرة تقل مسلحين من القسام، في مشهد اتسم بالدقة والتنظيم، مما أضفى على العملية طابعاً عسكرياً لافتاً.
لافتات تحمل رسائل سياسية
على منصة تسليم الأسرى، رفعت كتائب القسام لافتة كبيرة كتبت عليها عبارة “نحن الطوفان.. نحن اليوم التالي” باللغات العربية والعبرية والإنجليزية. جاءت هذه العبارة بعد أيام من مزاعم تداولتها هيئة البث العبرية بشأن احتمال موافقة إسرائيل على خروج بعض قادة “حماس” من قطاع غزة إلى دول أخرى.
بحسب وكالة الأناضول، حملت العبارة دلالة على رفض الحركة القاطع لهذه المزاعم، وتأكيدها على استمرارها في موقعها، مع الإصرار على مواجهة إسرائيل.
رموز ورسائل موجهة لنتنياهو
لم تخلُ المنصة من رموز ذات دلالات عميقة، أبرزها صورة لنتنياهو وهو يضع يده على خده داخل مثلث أحمر مقلوب، وهي إشارة تكررت في مقاطع فيديو كتائب القسام خلال استهداف الآليات الإسرائيلية. بجوار الصورة، ظهرت دبابات ومدرعات إسرائيلية مدمرة، فيما حملت اللافتة عبارة بالعبرية تعني “النصر المطلق”، وهو الشعار الذي دأب نتنياهو وحكومته على استخدامه في تصريحاتهم خلال الحرب، متعهدين بتحقيق انتصار نهائي على “حماس”.
تكريم القيادات والشهداء
المنصة زُينت أيضاً بصور قادة حركة “حماس” الذين اغتالتهم إسرائيل خلال السنوات الأخيرة، وعلى رأسهم محمد الضيف، القائد العام لكتائب القسام، وصالح العاروري، نائب رئيس المكتب السياسي للحركة. كما ظهرت صور لكل من إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي للحركة، ويحيى السنوار، رئيس الحركة في قطاع غزة، إلى جانب أعضاء المجلس العسكري لكتائب القسام مروان عيسى، أيمن نوفل، غازي أبو طماعة، ورائد ثابت.
هذا التكريم العلني للقيادات الراحلة يعكس إصرار “حماس” على التمسك بمواقفها، وتوجيه رسالة واضحة بأن دماء القادة والشهداء لم تذهب هدراً، وأن الحركة لا تزال في موقعها، مستعدة لكل الاحتمالات.