Times of Egypt

غزة.. في انتظار حكم العصابات!

M.Adam
عبدالله عبدالسلام 

عبدالله عبدالسلام

يبدو الأمر في خانة المستحيل. الاحتلال لن يختار أفراداً أو منظمات أو قيادات عشائر.. لحكم غزة، بعد القضاء على حماس – كما يزعم – تحظى بثقة أهالي القطاع، أو تدافع – ولو سلمياً – عنهم. لن تكون لديهم منظومة قيم أو أخلاق إنسانية أو وطنية. 

إذاً ما يفعل؟ 

يبحث عن زعماء العصابات، وأبناء الجريمة المنظمة.. الذين لا همَ لهم سوى الأموال والنفوذ. حاول نتنياهو وجيش الاحتلال العثور على تلك النوعية من البشر، فوجدهم في عصابة تسمى «القوة الشعبية» بقيادة ياسر أبوشباب، الذي جمع كل ما يخاصم الشرف والمروءة وكدَّسه.

سجل أبو شباب – وعناصر عصابته – في تهريب المخدرات والأسلحة، والتربح في السوق السوداء، إضافة إلى تنفيذ مهام «قذرة».. نيابة عن قوات الاحتلال، بما في ذلك تفجير مبانٍ.. يُشتبه في أنها تُخفي مداخل أنفاق لحركة حماس – أهَّلهم لأن تعتمدهم إسرائيل وتتعامل معهم؛ ليس فقط بمنحهم الإذن لحراسة المساعدات الإنسانية، والاستيلاء على بعضها، بل بدء إعدادهم لحكم مناطق معينة من القطاع.. بعد توقف العدوان. 

المفارقة، أن «القوة الشعبية» – وغيرها من العصابات التي لا تعرف شيئاً سوى التهريب، والاتجار بالمخدرات، وتهريب السلع.. كالسجائر إلى داخل غزة – تحاول أن تقدم نفسها كحركة ذات أهداف وطنية، من خلال بث دعاية، هدفها الإيحاء بأن دورها هو مساعدة أبناء غزة.. على مواجهة صعوبات الحياة، والتخلص من المتطرفين.. الذين يحولون حياتهم إلى جحيم. أجهزة الأمن والمخابرات الإسرائيلية.. تعلم جيداً تاريخ تلك العصابات وجرائمها، وكيف أنهم مرتبطون بعلاقات مع جماعات إرهابية.. على غرار داعش، وأنهم تفاخروا بذلك. وقد تم اختيارها بناءً على ذلك.. للدور الجديد، حتى لا تفكر أو تحاول بعد ذلك.. الخروج عن طاعتها، وادعاء القيام بدور مقاوم.

منذ احتلال الضفة وغزة عام 1967، استمالت إسرائيل عناصر خارجة عن الإجماع الفلسطيني، ودرَّبتها للعمل كعملاء.. لا يتورَّعون عن الإبلاغ عن المقاومة، بل وقتل المقاومين. لكنها لم تنجح في تأسيس عصابة مسلحة، تدين بالولاء لها.. على غرار جيش لبنان الجنوبي، الذي قاتل في الجنوب اللبناني نيابة عن إسرائيل، ثم كانت نهايته.. أن هرب أعضاؤه إلى إسرائيل بداية القرن الحالي، وجرى معاملتهم بعنصرية. 

حالياً، أعطى نتنياهو الضوء الأخضر لإقامة «ميليشيا» مماثلة لجيش لبنان الجنوبي في غزة، ولسان حاله يقول: «وما الضير في ذلك؟! إنهم يقومون بأعمال خارج القانون، لو قام بها الجيش الإسرائيلي.. لتعرَّض للانتقاد الدولي».

غزة مساحتها صغيرة، وعشائرها وأبناؤها قادرون على التمييز.. بين الوطني والمستعد لبيع نفسه للمحتل. ومن هنا، فإن تجربة حكم غزة بالوكالة.. لن تنجح. قد يختفي حكم حماس، لكن مثل هذه الخطط الإسرائيلية.. مكتوب عليها الفشل، ولن تؤدي إلى تهدئة الأوضاع. 

لن يرضى الغزاويون أن يحكمهم أدوات مباشرة.. تحركها إسرائيل. حكومة نتنياهو أمضت شهوراً عديدة في إعداد سيناريوهات.. اليوم التالي لما بعد العدوان، فإذا بالجبل يتمخض فأراً «أجرب ومريضاً»، لن يقوى على الحياة. ما لم تتمتع أي جماعة.. تطمح لحكم غزة.. بالمصداقية بين من ستحكمهم، فإن مصيرها الفشل والزوال.

نقلاً عن «المصري اليوم»

شارك هذه المقالة