Times of Egypt

علام الغيوب 

M.Adam
عبدالقادر شهيب 

عبدالقادر شهيب 

 كل أتباع الأديان السماوية.. يؤمنون بأن الله – عز وجل – هو وحده علام الغيوب، وما يحمله الغد القريب والبعيد لنا جميعاً. ولكنهم مع ذلك، لا يكفون عن استشراف المستقبل، وما يحمله لهم.. البعض منهم يلجأ إلى المنجمين والدجالين، ليتنبأوا بما يخفيه الغد لهم. والبعض الآخر يستعين بالباحثين والدارسين والخبراء.. لتوقع ما يحمله الغد لهم ولنا.  

ولم يحدث ذلك بين الناس العاديين فقط، وإنما بين المسؤولين والحكام أيضاً. وهناك العديد من الحكاوى التي يتداولها الناس، عن مسؤولين وحكام استعانوا بالمنجمين.. لاستشراف المستقبل، وما يحمله الغد لهم ولبلادهم. 

وبالمقابل، هناك مسؤولون استعانوا بالخبراء والمتخصصين والباحثين.. لقراءة المستقبل لهم، وما ينتظرهم، والبلاد.. من أحداث وتطورات، حتى يكونوا مستعدين، ومتأهبين للتعامل الجيد معها، واستيعاب تداعياتها أو التخفيف من هذه التداعيات. 

أى أنهم يستشرفون المستقبل.. بالبحث والدراسة والتحليل، وجمع المعلومات.. من خلال مراكز أبحاث متخصصة. وقد اهتم كثير من الدول بإقامة مراكز الأبحاث، التي مهمتها استشراف المستقبل، أو لمعرفة ما يحمله الغد للعالم ولشعوبها. ومن خلال هذه المراكز، لم يعد المسؤولون حيارى.. عاجزين عن استشراف المستقبل، وما يحمله الغد من تطورات سارة أو غير سارة.. لبلادهم، وصار في مقدورهم أن يضعوا رؤية لهذا الغد.  

نعم، إن العالم يمر بمرحلة طارئة، تتضمن الكثير من التطورات والتغيرات، وهناك قرارات تُتخذ من قبَل الدولة العظمى في العالم، يتم التراجع عنها، أو تأجيل تنفيذها.. بعد ساعات من صدورها وإعلانها، وهناك تخبط شديد في دوائر صنع القرار بها. ولكن ذلك لم يمنع مراكز الأبحاث.. من القيام بعملها لاستشراف المستقبل، ومعرفة ما يحمله الغد للعالم ودوله المختلفة..  

بل لعله زاد من نشاط مراكز الأبحاث هذه، وضاعف من جهودها، لكي تنير السبيل أمام المسؤولين، وتقدم لهم الخرائط.. التى يسيرون عليها..  

والمفترض، أننا في مصر.. لسنا استثناء من ذلك، وإنما يتعين علينا أن نعمل مثل معظم بلاد العالم، حتى لا يشكو مسؤول لدينا.. من أن أحداً لا يعلم ما يحمله الغد لنا، ونحن والحمد لله لدينا العديد من مراكز الأبحاث المعتبرة، فضلاً عن مركز دعم واتخاذ القرار. 

نقلاً عن «فيتو» 

شارك هذه المقالة