في تطور يعكس استمرار التحديات التقنية التي تواجهها منصة “إكس” (تويتر سابقًا) منذ استحواذ الملياردير إيلون ماسك عليها، شهدت المنصة السبت انقطاعًا عالميًا واسع النطاق، أثار موجة من الشكاوى بين المستخدمين وسط مخاوف بشأن استقرار الشبكة مستقبلاً.
أكثر من 25 ألف بلاغ في الولايات المتحدة وحدها
وفقًا لموقع “داون ديتيكتور” المتخصص في رصد أعطال المواقع الإلكترونية، بدأت البلاغات بالتزايد بشكل ملحوظ صباح السبت، حيث اشتكى عشرات الآلاف من المستخدمين من تعطل المنصة بشكل مفاجئ.
وفي الولايات المتحدة فقط، رصد الموقع أكثر من 25 ألف بلاغ خلال ساعات قليلة، في حين أفاد العديد من المستخدمين بأنهم واجهوا رسالة خطأ مفادها: “حدث خطأ ما.. حاول إعادة التحميل”، عند محاولة تحديث المنشورات أو التفاعل مع المحتوى.
ثاني عطل كبير منذ بداية 2025
العطل الأخير يعد الثاني من نوعه هذا العام، بعد أن تعرضت المنصة لانقطاع فني مفاجئ في مارس الماضي استمر لنحو نصف ساعة، وأدى إلى شلل تام في التفاعل مع التغريدات، وإرسال الرسائل الخاصة، مما أثار حينها جدلًا واسعًا حول كفاءة المنصة.
ويعكس تكرار الأعطال حالة عدم الاستقرار التقني التي تعاني منها “إكس” منذ إعادة هيكلتها بعد استحواذ ماسك عليها.
ضغوط على ماسك وسط تسريح جماعي للعاملين
الانقطاع يأتي في وقت حساس بالنسبة للشركة، بعد أن أقدم ماسك على تسريح حوالي 80% من القوى العاملة منذ شرائه المنصة في أكتوبر 2022 مقابل 44 مليار دولار، ضمن خطة لخفض التكاليف وتحقيق الربحية.
ورغم التغييرات الهيكلية التي أجراها، بما في ذلك فرض رسوم على ميزات عديدة، وفتح أبواب الاشتراكات المدفوعة، إلا أن المنصة ما تزال تعاني من أعطال متكررة وتراجع في مستوى الدعم الفني، بحسب محللين.
رد فعل المستخدمين: سخرية وانتقادات لاذعة
عبر العديد من المستخدمين عن سخطهم وسخريتهم من الانقطاع، وذهب بعضهم إلى نشر صور رمزية تعكس “موت المنصة”، في حين طالب آخرون بضرورة توفير تفسير رسمي وشفاف من إدارة “إكس” بشأن ما حدث.
ولم تصدر الشركة حتى الآن بيانًا رسميًا يوضح أسباب العطل أو موعد عودة الخدمة بشكل كامل، ما فاقم الغموض المحيط بالأعطال التقنية المتكررة.
هل أصبحت “إكس” أقل موثوقية؟
تزايد الأعطال الفنية في “إكس” يطرح تساؤلات مهمة حول قدرة المنصة على مواكبة توقعات المستخدمين، خاصة مع تحولها إلى مساحة رئيسية للأخبار العاجلة والنقاشات العامة.
ويرى مراقبون أن تراجع البنية الفنية، بالتوازي مع نقص الكوادر المتخصصة بعد موجة التسريحات، قد يجعل المنصة أكثر عرضة للتعطل والفوضى التقنية، في وقت تتزايد فيه المنافسة من منصات بديلة مثل “ثريدز” و”بلو سكاي”.