في أول رحلة خارجية له، منذ أن استهدفته ضربة إسرائيلية مع قادة آخرين خلال وجوده في الدوحة الشهر الماضي، وصل كبير مفاوضي حماس خليل الحية إلى مصر على رأس وفد من الحركة للمشاركة في محادثات غير مباشرة مع إسرائيل.
وكان الحية قد تحدث للمرة الأولى منذ الضربة عبر تسجيل فيديو تم بثه في وقت سابق الأحد في قطر التي توسطت إلى جانب مصر والولايات المتحدة في جولات محادثات متتالية.
وقال بيان الحركة إن الوفد وصل “لبدء المفاوضات حول آليات وقف إطلاق النار وانسحاب قوات الاحتلال وتبادل الأسرى” في قطاع غزة، والتي من المقرر عقدها الإثنين في منتجع شرم الشيخ.
أما الوفد الإسرائيلي فسيتوجه الإثنين إلى المدينة المصرية، بحسب ما أعلن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو مساء الأحد.
وردّ كل من حماس وإسرائيل بشكل إيجابي على خطة طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في غزة والإفراج عن الرهائن، على الرغم من أن تفاصيل الخطة لا تزال بحاجة إلى بحث.
وسبق لترامب أن أوفد صهره جاريد كوشنر ومبعوثه للشرق الأوسط ستيف ويتكوف إلى مصر لوضع اللمسات الأخيرة على مقترحه.
ولم يتطرق الحية في كلمته المسجلة الأحد إلى المحادثات أو وقف إطلاق النار المحتمل، حيث نعى ابنه وخمسة آخرين قتلوا في الغارة الإسرائيلية على الدوحة.
4 نقاط شائكة
ويقول مراقبون إن ثمة أربع نقاط ينبغي على الطرفين التغلب عليها من أجل الوصول إلى اتفاق.
النقطة الأولى هي وجوب أن توقف إسرائيل جميع عملياتها العسكرية في قطاع غزة لتمكين حركة «حماس» من جمع الرهائن الإسرائيليين الأحياء واستخراج جثامين الرهائن الأموات.
أما النقطة الثانية فهي مدى قدرة حركة «حماس» على جمع الرهائن الأحياء واستخراج الجثث خلال فترة الـ72 ساعة المحددة بموجب الاتفاق، لاسيما وأن مسؤولين في الحركة قالوا إنه سيكون من الصعب جدًا إتمام هذه المهمة ضمن الفترة الزمنية المحددة.
فيما يلفت مراقبون إلى النقطة الثالثة، وهي الأسرى الفلسطينيون الذين سيتم إطلاقهم من السجون الإسرائيلية مقابل الرهائن الإسرائيليين، إذ ينص الاتفاق على إطلاق 250 من الأسرى المحكومين بالسجن المؤبد و1700 من الأسرى الذين تم اعتقالهم من غزة بعد اندلاع الحرب.
وبهذا الصدد، ذكرت القناة 14 الإسرائيلية أن وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير طلب من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عدم إطلاق “رموز الأسرى الفلسطينيين” بمن فيهم القيادي في حركة “فتح” مروان البرغوثي، وأن نتنياهو وافق على هذا الطلب.
وتصر «حماس» على أن يكون البرغوثي ضمن الأسرى المفرج عنهم، وأن يُدرج بين الأسرى الـ1700 عناصر “النخبة” من الحركة الذين تم اعتقالهم في أو بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وهو ما ترفضه إسرائيل.
أما النقطة الرابعة فهي الربط بين إطلاق الرهائن الإسرائيليين والانسحابات الإسرائيلية من قطاع غزة والوقف الدائم لإطلاق النار في إطار إنهاء الحرب.
وتقول إسرائيل إنها توافق على انسحاب جيشها إلى حدود قطاع غزة، لكنها تضع اشتراطات لتنفيذ هذه الانسحابات، من بينها نزع سلاح «حماس» وانتشار قوات دولية في غزة.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية: “تقول إسرائيل إنها ستنسحب إلى الخط الأصفر بحسب خطة ترامب، وهذا يعني أنه بعد إطلاق سراح الرهائن ستسيطر إسرائيل على نحو 70% من قطاع غزة”.