زاهي حواس
حصل إبراهيم المعلم على جائزة دولية كبرى من الاتحاد الدولي للناشرين، والجائزة باسم «بطل الاتحاد الدولي للناشرين». وفي حفل عظيم أقيم بالمكسيك، قامت رئيسة الاتحاد الدولي للناشرين بتقديم الجائزة إلى إبراهيم المعلم. وقالت إن إبراهيم المعلم.. ظل ثابتاً في دعمه للقيم التي تأسس عليها الاتحاد الدولي للناشرين، والمتمثلة في حرية وحماية حقوق النشر. وأضافت رئيسة الاتحاد أن الفائز بجائزة الاتحاد هو شخص مميز للغاية لعب دوراً مهماً في دمج اتحاده الوطني (اتحاد الناشرين المصريين) والاتحاد الإقليمي العربي (اتحاد الناشرين العرب) إلى الاتحاد الدولي في عام 1988. في حقيقة الأمر يستحق المعلم هذا التكريم وكل كلمة قيلت عنه في حفل تكريمه.
أما ما قالته الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي – الرئيس التنفيذي لمجموعة كلمات للنشر، والرئيسة والمؤسسة لاتحاد الناشرين الإماراتيين، والرئيس السابق للاتحاد الدولي للناشرين – عن إبراهيم المعلم، تقول الشيخة بدور القاسمي: «إبراهيم المعلم – على مدى سنوات طويلة – ركن أساسي في صناعة النشر، ورائد حقيقي في ترسيخ الثقافة والأدب والمعرفة داخل العالم العربي وخارجه». وعندما تلقى إبراهيم المعلم التكريم قال: «إن لهذا التكريم مكانة خاصة في قلبي، لأنه يأتي من زملائي في الهيئة التي أحبها بعشق، والتي كرست لها أكثر من خمسين عاماً من حياتي». وقال: «آمنت بأربعة أعمدة هي أساس لازدهار صناعة النشر بل ولبقائها؟ وهي: الاستقلال والكرامة، وحرية النشر، والملكية الفكرية والتفاعل مع الثقافات الأخرى».
سعيد جداً بهذا التكريم الدولي.. لمصري بقيمة إبراهيم المعلم، الذي أعرفه شخصياً منذ أكثر من أربعين سنة. وهو إنسان له روح ابتكارية غير نمطية. استطاع جعل دار الشروق واحدة من أهم مؤسسات النشر في العالم العربي. وهو مدافع قوي عن حرية النشر والتعبير. أصدر جريدة الشروق التي ساهمت في التعبير عن الرأي العام وتعزيز قيم الثقافة المستنيرة. وهو داعم لحقوق التأليف والنشر. وما كتب أو قيل عنه.. مجرد لمحات من مسيرة هذا الرجل، الذي نفتخر به جميعاً وبهذا التكريم. أتمنى أن نرى قريباً حفل التكريم الذي سيقيمه عمالقة وأعمدة النشر في مصر، وعلى رأسهم صديقي محمد إبراهيم وصديقي محمد رشاد، لكي نقول جميعاً لإبراهيم المعلم: مبروك يا بطل الناشرين.
نجوم على الطريق الصحراوي
رأيت ظاهرة جميلة وهي وضع صور جميلة تشكيلية لنجوم مصر من الفنانين والأدباء والمثقفين والشخصيات العامة المؤثرة في حياتنا، على جانب الطريق من بعد المتحف الكبير (عند منطقة الكيلو 6 من طريق مصر الإسكندرية الصحراوي). ولا أعرف الجهة التي قامت بتنفيذ هذه الأعمال الفنية. وبداية.. أنصح سائقي السيارات والحافلات بعدم النظر، أو التركيز على تلك الأعمال التشكيلية للنجوم، ومحاولة تذكر أسماء أصحابها، لكي لا يفقدوا تركيزهم في القيادة، ويقع ما لا تحمد عقباه. هذه اللوحات التشكيلية هي فقط لإمتاع الركاب والمارين بالطريق.. دون السائقين. اللهم قد بلغت!
لقد رأيت صور العديد من الراحلين، وكذلك النجوم الذين يعيشون بيننا، وكنت أتمنى أن نعلن عن هذا التكريم، لأن الدولة واضح أنها تكرم نجومنا بوضع صورهم على حائط النجوم، لكي نعرف ماذا قدم كل نجم من فن وثقافة وعلم لمصرنا الحبيبة. إن الصور الممثلة على الحوائط يمكن التعرف على صاحبها بسهولة، ولكن الصور الممثلة في الهواء، تُفقد أصحابها الكثير من ملامحهم المميزة، ويصبح التعرف على أصحابها صعبا. لذلك يجب مراجعة الأمر، والاكتفاء بتنفيذها على الجدران مثل تلك الخالية قبل جامعة نيو جيزة.. على الطريق. سعيد بأننا بدأنا لأول مرة نكرم من أفنوا حياتهم في سبيل إسعادنا. شكراً لمن قام بتنفيذ الفكرة، ومن قام باختيار النجوم وتكريمهم على الطريق الصحراوي.
عيد الأثريين
احتفل شريف فتحي – وزير السياحة والآثار – بعيد الأثريين في يناير الماضي. وحضر مئات من الأثريين والعاملين في وزارة السياحة والآثار، وعلى رأسهم الدكتور محمد إسماعيل أمين عام المجلس الأعلى للآثار. وقد أقيم الحفل بدار الأوبرا. وقامت الفنانة الدكتورة لمياء زايد بمجهود عظيم في نجاح هذا العيد.. الذي تعود فكرته إلى يوم أن توليت مسؤولية الآثار عام 2002، وأعلنت أننا يجب أن نرمم البشر قبل أن نرمم الحجر. وبدأنا في إعداد الأثري علمياً وتقنياً ومادياً. أقمنا مدارس الحفائر.. بالاشتراك مع علماء وخبراء عالميين في تقنيات الحفر وفنون المتاحف، وكثير من التقنيات والمهارات التي لا يتعلمونها في كليات الآثار، وأقسام الآثار بكليات الآداب.. المنتشرة في كل جامعات مصر للأسف الشديد، وصارت تمثل عبئاً على العمل الأثري في مصر، الذي لا يحتاج إلى مجرد أعداد مهولة من الخريجين، وإنما إلى أثريين حقيقيين مدربين ومؤهلين.. للحفاظ على الإرث الحضاري لمصر.
لقد فكرت في ضرورة أن يكون هناك عيد للأثريين، الذين يحملون مسؤولية الحفاظ على التراث الأثري.. أغلى ما تملك مصر. فليس من المعقول أن نهتم بالآثار، ولا نهتم بمن يصون الآثار! لقد قمت باختيار يوم 14 يناير؛ وهو اليوم الذي تولى فيه الدكتور مصطفى عامر رئاسة مصلحة الآثار.. كأول مصري في عام 1954، بعد أن كانت رئاسة المصلحة حكراً على الفرنسيين. جاء هذا العيد بتولي شريف فتحي.. وزيراً للسياحة والآثار، والدكتور محمد إسماعيل.. الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، وقاما بتكريم مجموعة رائعة من العاملين بالمجلس – الذين وصلوا إلى سن التقاعد – منهم الدكتور صبري عبد العزيز.. أهم من تولى رئاسة قطاع الآثار المصرية بأمانة واحترام، وكذلك فرج فضة.. رئيس قطاع الآثار الإسلامية، وغيرهما العديد من العاملين بالآثار.
وقد سلمهم الوزير شريف فتحي دروع الشكر والتقدير. وألقى الدكتور محمد إسماعيل كلمة جميلة.. أشار فيها إلى كل الأعمال التي يقوم بها المجلس. وبعد ذلك تحدث الوزير في موضوعات كثيرة. وقدمنا جائزة زاهي حواس.. لأهم أثري في الآثار المصرية، وأخرى للآثار الإسلامية. وقد تم إعلان أن جائزة زاهي حواس سوف تستمر مدى الحياة، لأنها سوف تقدم من خلال المؤسسة التي تحمل اسمي. وبعد ذلك قام الوزير بعمل تكريم خاص للدكتور خالد العناني.. على مجهوداته خلال ست سنوات، شغلها وزيراً للآثار ثم السياحة والآثار.. مبروك العيد لكل الأثريين.
حتشبسوت وجدّها أحمس يغزوان العالم
الكشف الأثري.. هو من أهم مقومات السياحة، بل يعتبر أهم أداة لتشجيع السياحة. وهو دعاية بالمجان.. حيث تصرف الدول ملايين الدولارات للدعاية للسياحة في القنوات التليفزيونية والصحف. بينما تلهث شبكات عالمية موجودة في مصر؛ مثل سي إن إن ورويترز، وراء تسجيل وإذاعة أي كشف أثري يحدث في مصر. وقد حدث عندما قررت الإعلان عن اكتشافات أثرية جديدة تخص الملكة حتشبسوت والملك أحمس الأول – الذي قام بطرد الهكسوس من مصر – أن قلت في المؤتمر الصحفي.. إن هذه الاكتشافات الملكية تعلن لأول مرة، منذ كشف مقبرة الملك توت عنخ آمون! ولذلك انبهر العالم كله، وتحدث عن الملكة الشهيرة.. التي بنى لها المهندس المعماري الشهير سننموت أعظم معبد جنائزي.. في البر الغربي للأقصر وفي العلم كله.
لقد كشفنا عن مناظر.. كأنها نقشت بالأمس في معبدها بالوادي، وكشفنا عن وديعة أساس المعبد كاملة، وذلك من أهم الاكتشافات الأثرية. وبعد ذلك كشفنا عن اللوحة الجنائزية الخاصة برئيس قائدي العربات الحربية للملك أحمس.. ويُدعى نخت مين، التي أهداها له صديقة جحوتي مس.. المشرف على قصر الملكة تتي شيري (جدة الملك أحمس) التي شاركت في طرد الهكسوس من مصر. نشر هذا الكشف في كل مكان بالعالم، وأحدث حالة من الإثارة والتشويق.. لم يحدثها أي كشف في السنوات السابقة. إن إعلان هذا الكشف يؤكد لنا أن هذا العام هو عام الخير.
نقلاً عن «المصري اليوم»