Times of Egypt

عامر القذافي.. رحلة حاج ليبي إلى الأراضي المقدسة تثير منصات التواصل

M.Adam

تحوّلت قصة الشاب الليبي عامر المهدي منصور القذافي إلى حديث رواد مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن عاش لحظات من الترقب والتحدي في مطار سبها، كادت أن تحرمه من أداء مناسك الحج، لولا إصراره وصبره الذي غيّر مجرى الأمور.

كان عامر، الشاب القادم من جنوب ليبيا، قد وصل إلى صالة المغادرة بمطار سبها عند الساعة 12 ظهرًا، متأهبًا للانضمام إلى فوج الحجاج المتجهين إلى الأراضي المقدسة. وبمشاعر ممزوجة بالحماس والخشوع، استعد لرحلة العمر. لكن الحلم اصطدم سريعًا بواقع غير متوقع، إذ تم منعه من الصعود إلى الطائرة بسبب ما قيل إنه “مشكلة أمنية في جواز سفره”.

وبينما غادرت الطائرة وهي تقل الحجاج إلى السعودية، بقي عامر وحيدًا في صالة المطار، تتنازعه مشاعر الحزن والرجاء، منتظرًا ما ستؤول إليه الأمور.

غير أن القدر تدخّل بطريقة لم تكن في الحسبان. فبعد إقلاع الطائرة، جاء نداء عاجل عبر مكبرات الصوت: “الطائرة التي أقلعت تعرضت لعطل فني وعادت إلى المطار”. بدا وكأن بصيص أمل قد عاد إلى عامر، خصوصًا بعد أن طُلب من الطيار فتح الباب مجددًا لاستقباله.

لكن الصدمة الثانية لم تتأخر، إذ رفض الطيار صعود عامر مجددًا، مشيرًا إلى ما وصفه بـ”صعوبات لوجستية”، وفق ما أوردته وسائل إعلام محلية.

رغم الرفض، أصر عامر على البقاء في المطار، متمسكًا بحقه في الالتحاق برحلة الحج. قال لمن حوله إنه مؤمن بأن رحلته لم تنتهِ بعد، وإنه لن يغادر حتى يحقق حلمه.

وللمرة الثانية، أقلعت الطائرة، لكن هذه الرحلة أيضًا لم تكتمل، إذ اضطرت الطائرة للعودة مجددًا بسبب خلل فني جديد. وفي لحظة مؤثرة، أعلن الطيار أمام الجميع: “والله لن أقلع حتى يركب عامر”، ليكتب بذلك نهاية سعيدة لقصة عامر التي كانت مهددة بالانطفاء قبل أن تبدأ.

وبعد أن تحقق الحلم، وثّق عامر لحظات صعوده إلى الطائرة ووداعه لموظفي المطار الذين باركوا له وهنأوه، كما التقط صورًا تذكارية مع طاقم الطائرة، في مشهد مؤثر حظي بتفاعل واسع على منصات التواصل الاجتماعي.

قصة عامر لم تكن مجرد رحلة حج، بل كانت درسًا في الإصرار والتفاؤل، أثبتت أن العزيمة الصادقة قد تغيّر مجرى الأحداث، حتى لو كانت السماء قد أغلقت أبوابها مرتين.

شارك هذه المقالة