في تصعيد هو الأكبر منذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل 2023، شهدت مدينة بورتسودان وعدد من المدن السودانية موجة هجمات مكثفة بطائرات مسيّرة، استهدفت منشآت عسكرية ومخازن أسلحة وقواعد جوية.
ونقلت وكالة “فرانس برس” عن مصدر عسكري قوله إن المضادات الأرضية تعاملت مع عدد من المسيّرات التي كانت تستهدف مواقع داخل بورتسودان، في حين أفاد شهود عيان بتسجيل ضربات على شمال وغرب وجنوب المدينة الساحلية الواقعة على البحر الأحمر.
وفي وقت سابق من يوم الجمعة، استُهدف تجمع لقوات الجيش السوداني في مدينة الأبيض، عاصمة إقليم كردفان، بطائرات مسيّرة، ضمن سلسلة هجمات تضرب مدنًا استراتيجية منها كسلا وعطبرة وكوستي.
وبلغ عدد الهجمات حتى الآن أكثر من 30 هجومًا، في تطور يثير القلق بشأن اتساع رقعة المواجهات لتشمل مناطق كانت تُعتبر نسبيًا آمنة، كمدينة بورتسودان التي اتخذتها الحكومة مقرًا مؤقتًا لها منذ تدهور الأوضاع في العاصمة الخرطوم.
يأتي ذلك في وقت تتواصل فيه المعاناة الإنسانية، إذ تشير تقارير برنامج الأغذية العالمي إلى أن الحرب دفعت السودان إلى مواجهة “أسوأ أزمة جوع في العالم”، وسط ارتفاع أعداد الضحايا إلى نحو 150 ألف قتيل، وتشريد أكثر من 15 مليون شخص داخليًا وخارجيًا.
هذا التصعيد يضع البلاد أمام تحديات إنسانية وأمنية غير مسبوقة، وسط غياب أفق سياسي واضح للحل.
