عبد القادر شهيب..
ضبط النفس.. هو كل ما طالبت به الأمم المتحدة الأطراف بعد الغارات الإسرائيلية التي استهدفت الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية.. للمرة الأولى منذ تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، والذي خرقته إسرائيل بشكل شبه يومي، وأكبر خرق كان رفضها الانسحاب من مواقع في الجنوب اللبناني واعتداءاتها المستمرة على قراه.
وهذا يُبين إلى أي مدى بلغ عجز المنظمة الدولية في تحقيق السلم والأمن الدوليين، وهو الهدف الأساسي لإنشائها بعد الحرب العالمية الثانية.. فإن أقصى قدراتها هو مطالبة الأطراف بضبط النفس؛ سواء في لبنان أو فلسطين.. وهذا العجز سببه أمريكا التي توفر الحماية الدولية لإسرائيل.
أمريكا وسيط أساسي – كما تقول – في غزة ولبنان، ومع ذلك سكتت أمريكا على الخروقات اليومية لاتفاق هدنة لبنان والعودة للحرب ضد غزة وأهلها، بل إنها ساعدت إسرائيل على العودة للحرب، كما ساعدتها على الاحتفاظ بخمس مواقع في جنوب لبنان، وسكتت على استهداف العاصمة بيروت أيضاً.. من قبَل الطائرات الإسرائيلية.
إن أمريكا – على مدى أطول من العام ونصف العام – لا تتوقف عن استخدام الفيتو لوقف إطلاق النار في غزة ولبنان. وبالتالي صارت المنظمة الدولية عاجزة.. عن وقف اعتداءات إسرائيل، التي استهدفت أربع دول عربية، سوريا ولبنان واليمن وفلسطين..
وكل اتفاقات الهدنة في لبنان وغزة، تمت خارج المنظمة الدولية – إشهاراً لهذا العجز الذي أصاب المنظمة الدولية -ولذلك لم يبقَ لها سوى مناشدة الأطراف بضبط النفس، رغم أن المشهد في فلسطين ولبنان واضح جداً؛ ويتمثل في وجود مُعتدٍ، ومن تعرَّض للاعتداء.
والأمر يقتضي – على الأقل – إدانة المعتدي وإنصاف الذي تعرَّض للاعتداء، ومطالبة المعتدي بوضوح بوقف عدوانه. وهكذا حتى الشجب – الذي نستنكر الاكتفاء العربي به رداً على العدوان الاسرائيلي – لا تقوم به الأمم المتحدة، وتكتفي بمطالبة الأطراف بضبط النفس!
نقلاً عن «فيتو»