عبدالقادر شهيب
كرَّر الدكتور محمود محيي الدين.. نصيحته لمن يديرون اقتصادنا؛ التي تقضي بعدم الارتباط مستقبلاً بصندوق النقد الدولي، بعد انتهاء الاتفاق الحالي معه العام المقبل، وإعداد برنامج مصري لتحقيق الإصلاح الاقتصادي.. بعد الإصلاح المالي والنقدي. وعلل الدكتور محمود نصيحته.. بأن الصندوق لا يساعد في مواجهة الفقر وإنقاذ الفقراء، ولا تحقيق النمو الاقتصادي. ونضيف أن الصندوق يساعد على زيادة الفقر والفقراء.. في الدول التي تلجأ له عادةً.
إن مشكلتنا الاقتصادية واضحة.. وضوح الشمس؛ وتتمثل في أننا نستهلك أكثر مما ننتج، ونستورد أكثر مما نُصدِّر. ولذلك نعاني عجزاً في النقد الأجنبي، وفجوة دولارية مزمنة. والحل – الذي لا حلَّ غيره – هو زيادة إنتاجنا.. حتى نغطي استهلاكنا، لنزيد من صادراتنا.
وزيادة إنتاجنا، لن تتم إلا بانتهاج سياسات، وتنفيذ برامج.. لتشجيع الاستثمار والمستثمرين؛ فلن يزيد الإنتاج.. إلا بزيادة الاستثمارات الصناعية والزراعية أساساً. وهذا لن يهتم به صندوق النقد الدولي، فهو يهتم أساساً ببيع الشركات والأصول العامة.. لتقليص النشاط الاستثماري الحكومي فقط.
ونحن نحتاج للإسراع في تنفيذ ذلك.. حتى لا نضطر إلى العودة للجوء إلى صندوق النقد الدولي مجدداً، لتنفيذ إصلاح مالي ونقدي، كما حدث من قبل. فنحن لجأنا إلى الصندوق عام 2006، ثم لجأنا إليه مجدداً بعد بضع سنوات قليلة.. رغم طلباته القاسية!
إن بيع الأصول.. لن يستمر طويلاً، لتوفير نقد أجنبي، والاعتماد على استثمارات عربية عقارية وسياحية.. لن يكون متاحاً مستقبلاً.
لذلك، لا سبيل أمامنا.. سوى زيادة إنتاجنا، الذي سيقلص الفقر في بلادنا.
نقلاً عن «فيتو»