كشفت شركة “هيلسينغ” الألمانية المتخصصة في تقنيات الذكاء الاصطناعي الدفاعي، عن ابتكار جديد قد يغيّر موازين الأمن البحري، إذ أعلنت، اليوم الثلاثاء، عن تطوير طائرة مسيّرة قادرة على الغوص والعمل تحت سطح الماء، مما يمكّنها من تنفيذ مهام استطلاعية طويلة الأمد لحماية السفن والبنية التحتية الحيوية.
وأوضحت الشركة في بيان صحفي أن الطائرة الجديدة، التي أُطلق عليها اسم “SG-1 Fathom”، تعمل بشكل ذاتي بالكامل تحت الماء، وقادرة على تنفيذ دوريات أمنية لمدة تصل إلى ثلاثة أشهر متواصلة، في مهمة تهدف إلى رصد التهديدات التي قد تستهدف قاع البحار والمياه الإقليمية.
إلى جانب هذا الابتكار، أعلنت “هيلسينغ” عن إطلاق منصة برمجيات متطورة تحمل اسم “لورا”، وهي نظام يعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحليل وتحديد مصادر الأصوات الصادرة من السفن والغواصات، باستخدام نموذج صوتي متقدم يُقارن في دقته بنماذج اللغة الكبيرة.
وأشارت الشركة إلى أن “لورا” تتمتع بحساسية استثنائية، حيث يمكنها التقاط إشارات صوتية أضعف بعشر مرات من قدرات النماذج التقليدية، كما أنها تستطيع التمييز بين سفن من نفس الفئة بسرعة تفوق أداء المشغلين البشريين بأربعين ضعفًا.
وتُعَدّ هذه الطائرة الشراعية والمشروع البرمجي المصاحب لها جزءًا من جهود أوروبا لتعزيز أمن أعماق البحار، في ظل تزايد المخاطر المتعلقة بتخريب كابلات الاتصالات وخطوط أنابيب الغاز تحت الماء، فضلًا عن محاولات التجسس والهجمات الخفية.
ولدى “هيلسينغ” أيضًا سجل في تصنيع طائرات هجومية بدون طيار، مثل “HX-2 كاميكازي”، والتي يتم استخدامها من قِبل أوكرانيا في صراعها العسكري مع روسيا، مما يعكس تصاعد الدور الأوروبي في مجال التسلح الذكي.
وفي تعليق له على المشروع، قال جروندبرت شيرف، المؤسس والرئيس التنفيذي المشارك للشركة: “لورا تكتشف التهديدات بسرعة وبدقة، مما يمنح قواتنا البحرية القدرة على الردع الاستباقي”.
وأضاف: “علينا استثمار التقنيات الجديدة لحماية بنيتنا التحتية الحيوية، ومياهنا الإقليمية، ونمط حياتنا. الذكاء الاصطناعي تحت الماء هو مستقبل الدفاع البحري، وسيُضيء أعماق المحيطات لردع الخصوم وحماية أوروبا”.
وتسعى الدول الغربية، من خلال مثل هذه المشاريع، إلى تأمين البنية التحتية الحيوية في البحار، التي باتت عرضة لهجمات سيبرانية وعمليات تخريب غير تقليدية، مما يجعل تقنيات الذكاء الاصطناعي لاعبًا رئيسيًا في مشهد الأمن العالمي الجديد.