Times of Egypt

سيناريوهات الحرب الإسرائيلية الإيرانية

M.Adam

عماد الدين حسين 

هل سيتوقف العدوان الإسرائيلي على إيران.. الذي بدأ فجر يوم الجمعة الماضية؟ وإذا توقف فمتى؟ 

أظن أن هذا السؤال هو الذي يشغل كثيرين، خصوصاً في المنطقة العربية والعالم الإسلامي. لا أحد يملك إجابة شافية حاسمة قاطعة، لكن هناك مؤشرات وعوامل.. يمكنها أن تقدم لنا إجابة قريبة من الواقع قدر المستطاع. 

ستنتهي الحرب فوراً، إذا تمكَّن أحد الطرفين من إخضاع الآخر.. بصورة كاملة أو جزئية؛ وهو أمر يبدو بعيد المنال حتى الآن. هناك سيناريو أن تتمكن إسرائيل من الاستمرار في توجيه الضربات النوعية لإيران.. مثلما كانت ضربة البداية الساحقة فجر الجمعة الماضي؛ حيث تمكنت من اغتيال كبار قادة القوات المسلحة، والحرس الثوري، وكبار علماء البرنامج النووي الإيراني. لكن هذا السيناريو – الذي اعتبره كثيرون في البداية قابلاً للتحقيق – يواجه مقاومة إيرانية معقولة.. حتى هذه اللحظة؛ تمثلت في أن إيران امتصت الضربة الأولى الكبيرة، ووجهت موجات ودفعات متعددة من الصواريخ والمسيرات.. باتجاه العمق الإسرائيلي.

 في الحالة الإسرائيلية، نعرف أنها تعلن ضربات وعمليات محددة في الساحة الإيرانية، لكنها تتكتم على حجم خسائرها الحقيقية حتى الآن. وباستثناء الدمار الذي لحق ببعض المنازل والمنشآت في إسرائيل، فلا أحد يعرف حتى الآن حجم الخسائر العسكرية الإسرائيلية نتيجة للعمليات الإيرانية، وأغلب الظن أن إسرائيل لا تعلن إلا عما يعزز صورتها، باعتبارها ضحية، وأن تهديداً وجودياً يحاصرها طوال الوقت.

 إسرائيل تملك العديد من الأسلحة الفتاكة والصواريخ والمسيرات، والأسلحة الإلكترونية والذكاء الاصطناعي، وكلها تحقق لها العديد من المزايا، ونظرياً.. تملك العناصر اللازمة للانتصار، لكن ذلك يتوقف على مدى الصمود وحجم المقاومة الإيرانية.

 هل تستطيع إيران حسم المعركة العسكرية لصالحها؟! 

لحدوث ذلك، تحتاج إيران إلى معجزة؛ فمعظم أسلحتها قديمة ومتهالكة، وتعود إلى العصر السوفييتي.. باستثناء الصواريخ الباليستية والفرط صوتية والمسيرات. ما يمنع إيران من تحقيق النصر الحاسم، أن الغرب لن يسمح بهزيمة إسرائيل، ورأينا النفاق والعنصرية الأوروبية – في أفضل تجلياتهما – حينما أعلنت كبرى الدول الأوروبية.. خصوصاً الثلاثي فرنسا وألمانيا وبريطانيا، أنها سوف تدافع عن إسرائيل، التي تخوض «دفاعا عن النفس»! وأنها لن تسمح – في أي حال – بأن تمتلك إيران برنامجاً وسلاحاً وتخصيباً نووياً.

 العامل الأمريكي يبدو حاسماً في هذه المعركة. أمريكا شريك فاعل في هذا العدوان.. مثلما هي شريك فاعل في العدوان على غزة والضفة ولبنان واليمن، وهي مارست جانباً مهماً في خداع إيران.. حتى شنَّت إسرائيل عدوانها. رئيسها ترامب لا يُخفي إعجابه بالعدوان الإسرائيلي «الممتاز»، وفي نفس الوقت يقول إن الحرب.. لا بد أن تتوقف، ولا يمانع في استمرارها حتى تقبل طهران بالشروط الإسرائيلية، أي الاستسلام على الطريق الترامبية.

 إسرائيل سوف تنتصر.. إذا تمكَّنت من استنزاف رصيد إيران من الصواريخ والمسيرات. وستحسم إسرائيل المعركة.. إذا أقنعت أمريكا بدخول الحرب معها، أو على الأقل تزويدها بالقذائف الخارقة للتحصينات العميقة، كي تقضي على ما تبقى من البرنامج النووي الإيراني.. الموجود في أماكن محصَّنة تحت الجبال.. في نطنز وفوردو وبارشين.

 وإيران سوف تصمد، إذا كان لديها الحد الأدنى من منظومات الدفاع الجوي، وإذا كانت لديها قدرة على تعويض ما تفقده من أسلحة، خصوصاً الصواريخ.

 سوف تنتصر إسرائيل إذا أحرقت حقول الطاقة الإيرانية، وإيران سوف تنتصر إذا ردّت بالمثل.. أو أغلقت مضيق هرمز، فتشتعل أسعار البترول. وهنا إما أن تتدخل الدول الكبرى للضغط على الطرفين لوقف الحرب، أو تتدخل الدول الأوروبية وأمريكا رسمياً وعلناً.. في الصراع لمصلحة إسرائيل.

 ما الذي سيحدث من كل ما سبق؟ الإجابة رهن بقدرة وإمكانيات الطرفين.. على القتال، والدور الأمريكي، وتأثير استمرار الحرب على الاقتصاد العالمي؛ خصوصاً على المواطن الأمريكي، الذي قد يكتشف – مثلاً – أن دعم ترامب لإسرائيل.. هو الذي سيرفع أسعار الطاقة، وأسعار سلع أساسية أخرى.. إلى مستويات قياسية.

نقلاً عن «الشروق«

شارك هذه المقالة