واصل الدولار الأميركي تراجعه ليبقى بالقرب من أدنى مستوياته في خمسة أشهر مقابل العملات الرئيسية خلال تعاملات اليوم الاثنين، متأثراً بالسياسات التجارية المتقلبة للإدارة الأميركية وسلسلة من البيانات الاقتصادية الضعيفة التي أثارت مخاوف المستثمرين بشأن مستقبل الاقتصاد الأميركي.
وحافظ اليورو على مستوياته المرتفعة بالقرب من أعلى مستوياته في خمسة أشهر، مستفيداً من الاتفاق الضريبي الذي توصلت إليه الأحزاب الألمانية يوم الجمعة، والذي من المتوقع أن يعزز الإنفاق الدفاعي ويدفع عجلة النمو في أكبر اقتصاد أوروبي.
ووفقاً لتحليل صادر عن غولدمان ساكس، فإن الأسواق العالمية شهدت خلال الشهر الماضي تحولًا جذريًا تمثل في انخفاض تقييم الأصول الأميركية بسبب الغموض السياسي وتقلبات الرسوم الجمركية، في مقابل تحسن الزخم المالي في ألمانيا، ما شكّل تحدياً كبيراً لتفوق الدولار الذي كان سائداً في الأسواق سابقًا.
وتداول اليورو عند 1.0879 دولار، مبتعدًا قليلاً عن ذروته التي سجلها الثلاثاء الماضي عند 1.0947 دولار، وهو أعلى مستوى منذ أكتوبر الماضي. كما أعلن المستشار الألماني فريدريش ميرتس أنه حصل على دعم رئيسي من “حزب الخضر” لزيادة كبيرة في الاقتراض الحكومي، ما قد يدفع الاقتصاد الألماني إلى تحقيق انتعاش خلال الفترة المقبلة، خاصة مع تخصيص 500 مليار يورو (544 مليار دولار) للاستثمارات في البنية التحتية وتعديل قواعد الاقتراض.
ارتفاع اليوان الصيني وتعافي الاقتصاد
من جانبه، صعد اليوان الصيني إلى أعلى مستوياته في أربعة أشهر في الأسواق الخارجية، حيث سجل 7.2400 مقابل الدولار يوم الأربعاء الماضي، وواصل الارتفاع ليصل إلى 7.2158 للمرة الأولى منذ نوفمبر الماضي.
وساهمت بيانات اقتصادية صينية إيجابية في دعم اليوان، حيث كشف مجلس الدولة الصيني عن خطة عمل لتحفيز الاستهلاك المحلي، تتضمن زيادة دخل الأسر وإنشاء نظام إعانات لرعاية الأطفال. وأظهرت بيانات رسمية أن الاقتصاد الصيني بدأ العام على أسس قوية، مع تسارع ملحوظ في مبيعات التجزئة.
استقر مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل ست عملات رئيسية، عند 103.71 في التعاملات الآسيوية، وهو أقل بنحو 0.5% فقط من أدنى مستوياته في خمسة أشهر عند 103.21، والذي سجله الأسبوع الماضي.
ويأتي هذا التراجع وسط مخاوف متزايدة من أن السياسات التجارية للإدارة الأميركية قد تدفع الاقتصاد إلى الركود، لا سيما مع تراجع ثقة المستهلكين الأميركيين إلى أدنى مستوياتها في عامين ونصف، وفق بيانات صدرت يوم الجمعة.
ويترقب المستثمرون صدور بيانات مبيعات التجزئة الأميركية اليوم، والتي ستكون بمثابة اختبار رئيسي للدولار، لا سيما في ظل انخفاض ثقة المستهلكين. ووفقاً لاستراتيجيي إتش إس بي سي، فإن الدولار قد يستعيد بعض مكاسبه خلال الأشهر المقبلة، لكن الطريق لن يكون سهلاً.
السياسة النقدية ومستقبل الفائدة
ومن المتوقع أن يُبقي مجلس الاحتياطي الفيدرالي سياسته النقدية دون تغيير خلال اجتماعه يوم الأربعاء، بينما من المنتظر أن يحافظ بنك اليابان أيضًا على أسعار الفائدة، رغم تزايد التوقعات برفعها في المستقبل، خاصة مع تقديم الشركات اليابانية الكبرى زيادات استثنائية في الأجور للعام الثالث على التوالي.
وارتفع الدولار بنسبة 0.13% أمام الين الياباني ليصل إلى 148.83 ين، في حين استقر الجنيه الإسترليني عند 1.2927 دولار، مع توقعات بأن يبقي بنك إنجلترا سياسته النقدية دون تغيير يوم الخميس.
وفي سوق العملات الرقمية، استقرت بيتكوين دون تغير ملحوظ، حيث تم تداولها عند 83,000 دولار، وسط ترقب لتحركات المستثمرين في ظل التقلبات الاقتصادية العالمية.