Times of Egypt

سوريا وليس بشار!

M.Adam
د. أسامة الغزالي حرب  

د. أسامة الغزالي حرب


أتابع بدقة وقلق ـ مثل أي مصري مهتم بالأمن القومي لبلده، وبأمن وأحوال العالم العربي بشكل عام ـ تطورات الأوضاع في سوريا الشقيقة بعد سقوط بشار الأسد.
ودائماً.. مثل أي شأن خاص بسوريا، يجد الإنسان نفسه وسط غابة من عوامل متشابكة ومتداخلة! فسوريا ـ أولاً ـ لها مكانتها الخاصة عربياً، التي لخصها الرئيس الراحل جمال عبدالناصر بحق في عبارته الشهيرة بأن سوريا هي قلب العروبة النابض. إن سوريا هي الموطن الذي أخرج عشرات القادة والمثقفين العرب في عديد من المجالات… فهل لايعرف أي مثقف مصري أو عربي.. أسماء وإنجازات شخصيات مثل أنطون سعادة وأدونيس ونزار قباني وسلطان الأطرش ويوسف العظمة وميشيل عفلق وصلاح البيطار..
وهل لايعرف المواطن المصري العادي.. أسماء وأعمال الفنانين السوريين الكبار الذين أحبهم وأحب أعمالهم، بدءاً من بديعة مصابني وحتى أسمهان وفريد الأطرش وسميرة توفيق وفهد بلان وصباح فخري… وغيرهم عشرات وعشرات؟
وهل هي مصادفة.. أن لقي السوريون الذين قدموا لمصر في السنوات الأخيرة كل ود وترحيب؟ هذا أولاً.. وثانياً، لا يمكن إنكار أن سوريا تحت حكم بشار أصدرت دائماً إعلانات وتصريحات حاسمة.. ضد السياسات الإسرائيلية في المنطقة…. إلخ. ولكن… (ولكن هذه كبيرة جداً!) لا يمكن إنكار السياسات والممارسات القمعية، التي ارتكبها نظام بشار الأسد، والتي دفعت ملايين السوريين إلى الهرب والهجرة من بلادهم إلى كل بلاد الدنيا ومن بينها مصر..!
ومن وجهة نظري، لايمكن أبد أن تكون سياسات بشار الخارجية، وإعلاناته وتصريحاته الحاسمة ضد إسرائيل والولايات المتحدة.. مبرراً للتغاضي عن السياسات الفعلية القمعية الشائنة التي ارتكبها ضد شعبه، والتي يتكشف لنا المزيد من أبعادها كل يوم. لذلك لم تكن غريبة أبداً.. المظاهرات الحاشدة، ومظاهر الفرح التلقائية الصادقة، التي شهدناها جميعاً تعم أنحاء سوريا.. فما أجمل وما أروع الشعور بالحرية!
نقلاً عن «الأهرام»

شارك هذه المقالة