Times of Egypt

سقوط حماة.. المسلحون يسيطرون على المدينة وانسحاب تكتيكي للجيش

M.Adam

شهد الصراع السوري تطوراً دراماتيكياً ومفاجئاً في مساره بعدما تمكنت الفصائل المسلحة، بقيادة “هيئة تحرير الشام”، من السيطرة على مدينة حماة، رابع أكبر المدن السورية وأحد أبرز معاقل النظام. وجاء هذا التحول بعد اشتباكات عنيفة، ما دفع الجيش السوري إلى الانسحاب من المدينة في خطوة تكتيكية، مما يثير تساؤلات حول الأبعاد الاستراتيجية لهذا الهجوم وتداعياته على باقي المدن السورية.

استيلاء الفصائل المسلحة على حماة
بعد أيام من الاشتباكات العنيفة بين الجيش السوري والفصائل المسلحة، سيطرت الأخيرة على مدينة حماة، التي تقع في وسط سوريا، في خطوة تكشف عن تحول لافت في موازين القوى على الأرض. في بيان صادر عن الجيش السوري، تم التأكيد على أن الانسحاب من المدينة كان هدفه تجنب إلحاق الأذى بالمدنيين وتفادي المزيد من التصعيد العسكري.

الأهمية الاستراتيجية لمدينة حماة
تعتبر حماة واحدة من أكبر المدن السورية من حيث الحجم والأهمية، إذ تقع في نقطة حيوية تربط شمال سوريا بجنوبها، وهي كذلك معقل تاريخي للمعارضة ضد النظام السوري. المدينة تحمل ذكرى مأساوية في تاريخ الصراع السوري، حيث شهدت عام 1982 قمعًا دامياً لانتفاضة حماة ضد حكم حافظ الأسد، أسفر عن مقتل الآلاف.

واحدة من أبرز نتائج الهجوم كانت السيطرة على سجن حماة المركزي، الذي كان يحتجز العديد من المعارضين للنظام. وفقًا لقادة الفصائل المسلحة، تم تحرير مئات السجناء من هذا السجن، ما شكل ضربة إضافية للنظام. كما تمكنت الفصائل المسلحة من السيطرة على قاعدة جوية تحتوي على طائرات حربية، مما يعزز من قدرتهم على متابعة العمليات العسكرية في المنطقة.

التحركات في حلب وحمص
هذا التطور في حماة يأتي بعد فترة قصيرة من سيطرة الفصائل المسلحة على معظم مدينة حلب، ثاني أكبر المدن السورية. وقد أصبحت مدينة حمص، الواقعة على بعد نحو 40 كيلومترًا جنوب حماة، بمثابة النقطة التالية في مسار الهجوم، حيث تعدّ حمص نقطة استراتيجية تربط العاصمة دمشق بالساحل السوري، ما يجعلها هدفًا حيويًا في إطار السعي للسيطرة على الطرق الرئيسية.

الجيش السوري وموقفه من الهجوم
أوضح وزير الدفاع السوري، علي محمود عباس، أن ما حدث في حماة كان مجرد “إجراء تكتيكي مؤقت” هدف إلى حماية المدنيين، مؤكدًا أن القوات السورية ما زالت قادرة على صد الهجمات في محيط المدينة. وقال في تصريحات عبر وسائل الإعلام إن الجيش السوري مستعد للعودة إلى المدينة عند الحاجة، موضحًا أن هناك “حملة تضليل” تسعى إلى نشر الفوضى وتشويه صورة القوات المسلحة.

من جهته، أكد زعيم “هيئة تحرير الشام”، أبو محمد الجولاني، في بيان مقتضب عبر تطبيق “تلغرام”، أن دخول الفصائل المسلحة إلى المدينة ليس بهدف الثأر، بل لتحريرها من “الظلم” الذي استمر لعقود. وقد خاطب أهالي حماة قائلاً: “لقد بدأ إخوانكم المجاهدين بالدخول لتطهير هذه المدينة من الجرح الذي دام 40 عامًا”.

الغارات الجوية الروسية
في رد فعل على تقدم الفصائل المسلحة، شنت الطائرات الحربية الروسية غارات مكثفة على ريف حمص الشمالي، مستهدفة المناطق القريبة من جسر الرستن الذي يربط حماة بحمص، في محاولة لتعطيل تقدم المعارضة المسلحة نحو الجنوب. كما تم تدمير الجسر بشكل كامل لتعطيل حركة القوات.

النزوح الجماعي
أدت الأعمال القتالية في شمال غرب سوريا إلى نزوح جماعي لآلاف المدنيين، حيث أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أن أكثر من 280 ألف شخص فروا من مناطق القتال. في الوقت نفسه، أفادت تقارير بأن العديد من سكان الأحياء العلوية في حمص نزحوا باتجاه الساحل السوري خوفًا من تقدم الفصائل المسلحة نحو المدينة.

فيما يتعلق بمواقف الحلفاء الدوليين، ذكر المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أن موسكو تراقب عن كثب الوضع العسكري في سوريا وستحدد ما إذا كانت ستقدم دعمًا عسكريًا جديدًا بناءً على التطورات الميدانية.

شارك هذه المقالة