Times of Egypt

زاهي حواس!

M.Adam
د. أسامة الغزالي حرب  

د. أسامة الغزالي حرب

نبَّهني د. مصطفى جودة – المهندس المصري المرموق، وكاتبنا الكبير بالأهرام – إلى ضجة نشبت مؤخراً على موقع لـ«يوتيوبر» أمريكي شهير جداً، اسمه جو روجان، عن لقاء عاصف له، تم مؤخراً، مع عالم الآثار المصري الكبير د. زاهي حواس، في موقع روجان للإذاعة الصوتية «البود كاست» على الإنترنت.

وقد قرأت أن برنامج روجان ذلك، يحظى بمتابعة هائلة، ويُذاع بمقتضى صفقة قُدرت بأكثر من مائة مليون دولار..! وعندما بدأت في البحث عن هذا الحوار على المواقع الرسمية، وكذلك الاجتماعية، اكتشفت أنني متأخر جداً، وأن إعلاميين مصريين كباراً تابعوه بالفعل، مثل عمرو أديب وإبراهيم عيسى وأحمد موسى! حقاً، لقد تابعت الحوار متأخراً، ولكنني أنصَتُّ إليه جيداً، وقرأت بإمعان كثيراً مما كُتب على مواقع التواصل الاجتماعي عنه (وما أدراك ما تلك المواقع!) فخرجت بانطباعين.

 أولهما.. بشأن ما ورد على لسان المعلقين الإعلاميين – الذين اتصلوا بالدكتور حواس في أمريكا – وأعربوا بصدق، وبروح وطنية مصرية، عن فخرهم واعتزازهم، الكاملين، تماماً مثلما كنت وما زلت شخصياً أحملهما وأشعر بهما إزاء عالمنا الكبير. لقد كان د. حواس – كعادته دائماً – شديد الثقة بنفسه، قوي الحجة في حديثه، يقظاً ومتنبهاً لمغالطات وسخافات محاوره الشهير، بل والجاهل والمغرض أيضاً!

إن «حواس»، أيها السادة، هو بحق «أيقونة» مصرية، مُشرِّفة لمصر ولحضارتها القديمة، وشهرته العالمية يستحقها عن جدارة، كما تجدر به حضارتنا الفرعونية العظيمة! 

أما الانطباع الثاني، المؤسف جداً، والمحزن جداً، والذي يثير الكثير من الدهشة، والقرف.. فهو ردود الفعل والتعليقات السلبية جداً، والكثيرة، على الوسائط الاجتماعية، والتي تحمل الكثير من المشاعر السلبية، بل والأحقاد، للأسف الشديد، وتثير بقوة الشكوك حول أسبابها ودوافعها! 

وأخيراً، هل زاهى حواس إنسان منزه عن الأخطاء؟ قطعاً لا. ولكن هناك فارقاً كبيراً بين أن ننتقد حواس، وبين أن نهين رمزاً مصرياً عالمياً يستحق كل تقدير واحترام.

نقلاً عن «الأهرام»

شارك هذه المقالة