أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم السبت، عن هدنة إنسانية مؤقتة في شرق أوكرانيا بمناسبة عيد الفصح، مشيرًا إلى أن وقف إطلاق النار يبدأ من الساعة السادسة مساءً وحتى منتصف ليل الأحد.
وقال بوتين في تصريحات نقلها الكرملين خلال اجتماع مع رئيس هيئة الأركان العامة فاليري غيراسيموف: “أعلن الجانب الروسي، مدفوعاً بالاعتبارات الإنسانية، هدنة بمناسبة عيد الفصح”، مضيفًا أن “أفعال أوكرانيا خلال الهدنة ستُظهر مدى استعدادها للتوصل إلى تسوية سلمية”.
ودعا الكرملين الجانب الأوكراني إلى اتخاذ خطوة مماثلة احترامًا للهدنة، مؤكدًا في الوقت ذاته على ضرورة استعداد القوات الروسية للتصدي لأي خروقات أو استفزازات محتملة.
وبالتوازي مع إعلان الهدنة، أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن استعادة السيطرة على قرية أوليشنيا في منطقة كورسك الحدودية مع أوكرانيا، وذلك ضمن العمليات العسكرية التي تنفذها “مجموعة قوات الشمال”.
وأضافت الوزارة في بيان على “تلغرام” أن القرية تمثل ما قبل الأخيرة في المنطقة التي لا تزال تحت سيطرة القوات الأوكرانية، مشيرة إلى أن “موسكو استعادت حتى الآن 99% من أراضي منطقة كورسك” التي كانت قد سقطت في يد القوات الأوكرانية خلال الهجوم المباغت في صيف 2024.
وكان الجيش الأوكراني قد شن عملية عسكرية مفاجئة في كورسك الصيف الماضي، تمكن خلالها من السيطرة على أكثر من ألف كيلومتر مربع، إلا أن القوات الروسية تمكنت منذ مارس الماضي من استعادة بلدات رئيسية مثل سودجا، التي اعتبرتها أوكرانيا قاعدة عملياتها في المنطقة.
وأفادت تقارير روسية بوجود تحركات عسكرية جديدة قرب الحدود مع منطقة سومي الأوكرانية، حيث نفذت القوات الروسية عدة توغلات خلال الأسابيع الأخيرة، ما يرفع منسوب التوتر في المناطق الحدودية.
وفي تطور ميداني منفصل، أعلن حاكم منطقة كورسك، ألكسندر كينشتاين، أن ضربة نفذتها طائرة مسيّرة أوكرانية على سيارة أسفرت عن مقتل امرأة وإصابة رجل وطفل، في تصعيد جديد يأتي رغم إعلان الهدنة المؤقتة.
هذا وتبقى الأنظار موجهة إلى مدى التزام الطرفين بالهدنة خلال الساعات المقبلة، وسط حديث من موسكو عن انفتاح على المفاوضات، وترحيبها بأي وساطة دولية تقود إلى تسوية عادلة، في وقت ما زالت فيه الدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، تُبقي الباب مفتوحاً أمام التحرك الدبلوماسي.