أعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الجمعة، سيطرتها على مدينة توريتسك في منطقة دونيتسك بشرق أوكرانيا، وهي مدينة معروفة بتعدين الفحم وكان يقطنها قبل الحرب نحو 30 ألف نسمة.
وتطلق موسكو على المدينة اسمها القديم من الحقبة السوفيتية “دزيرجينسك”، مؤكدة أن منطقة دونيتسك أصبحت الآن جزءًا من روسيا، وهو ما ترفضه أوكرانيا والمجتمع الدولي.
يرى محللون عسكريون أوكرانيون أن السيطرة على توريتسك، التي تقع على مرتفع استراتيجي، قد يمنح القوات الروسية ميزة في العمليات العسكرية، حيث يعقّد الإمدادات اللوجستية للقوات الأوكرانية في معظم أنحاء الشرق. كما قد يمهّد الطريق للتقدم الروسي نحو كوستيانتينيفكا، التي تُعد مركزًا لوجستيًا إقليميًا يربط بين عدة مدن رئيسية.
ومنذ بداية الحرب، فرّ معظم سكان توريتسك المدنيين أو تم إجلاؤهم، تاركين وراءهم مدينة تعرضت مبانيها لتدمير واسع وأضرار كبيرة.
في تطور أمني آخر، أعلن جهاز الأمن الفيدرالي الروسي اعتقال 4 عميلات للاستخبارات الأوكرانية في سيفاستوبول وفورونيج وروستوف، بتهمة التخطيط لهجمات إرهابية ضد مسؤولين رفيعي المستوى في وزارة الدفاع الروسية.
وجاء في بيان مركز العلاقات العامة لجهاز الأمن الفيدرالي أن المعتقلات تم تجنيدهن من قبل الاستخبارات الأوكرانية لتنفيذ عمليات تخريبية ضد مرافق مجمع الوقود والطاقة في روسيا.
بحسب البيان، خضعت المعتقلات لتدريبات في أوكرانيا شملت التعامل مع الأسلحة الصغيرة، الطائرات المسيرة، وتفجير الألغام. وتم إحباط الأنشطة التخريبية قبل تنفيذها، في خطوة وصفتها السلطات الروسية بأنها ضربة استباقية لمخططات تهدف إلى زعزعة استقرار الأمن الداخلي.
السيطرة على توريتسك واعتقال عميلات الاستخبارات يعكسان تصعيدًا جديدًا في الصراع المستمر بين موسكو وكييف، وسط معارك متواصلة شرقي أوكرانيا ومحاولات كل طرف لتعزيز مواقعه على الأرض.
المراقبون الدوليون يحذرون من أن هذا التصعيد قد يُعقّد جهود التهدئة ويزيد من صعوبة التوصل إلى حلول دبلوماسية لوقف الحرب المستمرة منذ أكثر من عام.
