شنت روسيا صباح اليوم الجمعة، هجومًا واسع النطاق على منشآت الطاقة الأوكرانية، مستهدفة البنية التحتية الحيوية خلال ساعة الذروة الصباحية. وذكرت كييف أن الانفجارات هزت ميناء أوديسا على البحر الأسود ومدنًا أخرى غربي البلاد، مما أدى إلى انقطاعات كبيرة في الكهرباء والمياه.
هجمات بصواريخ ومسيرات
أكدت روسيا لاحقًا أن هذه الضربات جاءت ردًا على استخدام أوكرانيا صواريخ “أتاكمز” الأمريكية. وأعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن روسيا أطلقت 93 صاروخًا ونحو 200 طائرة مسيرة في واحدة من أوسع الهجمات على نظام الطاقة الأوكراني منذ بداية الحرب. وأوضح أن الدفاعات الجوية الأوكرانية أسقطت 81 صاروخًا بمساعدة طائرات مقاتلة من طراز “إف-16″، التي أسقطت 11 صاروخًا منها.
دعا وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيها عبر منصة “إكس” المجتمع الدولي إلى توفير أنظمة دفاع جوي إضافية، مشددًا على ضرورة تزويد بلاده بـ20 نظامًا مثل “ناسامز”، “هوك”، و”آيريس-تي” لمواجهة الهجمات المستمرة.
تصعيد عسكري
بدأت الهجمات مساء الخميس باستخدام طائرات مسيرة من طراز “شاهد” بعد توقف دام يومين. واستهدفت هذه الطائرات منشآت في كييف وخاركيف، حيث أصابت مبنى سكنيًا مكونًا من خمسة طوابق في منطقة إندستريالني. وفي صباح الجمعة، أطلقت روسيا صواريخ من طائرات استراتيجية وطائرات “ميغ-31كي” الحاملة لصواريخ “كينجال” الباليستية، مستهدفة مناطق واسعة عبر الأجواء الشمالية والجنوبية لأوكرانيا.
انقطاعات في الكهرباء والنقل
تسبب الهجوم في توقف وسائل النقل الكهربائي بأوديسا وانقطاعات كهربائية احترازية في مدينة لفيف. وأكد وزير الطاقة الأوكراني، هيرمان غالوشينكو، أن قطاع الطاقة يتعرض لضغط هائل، وأن فرق الصيانة تعمل على تقليل التأثيرات السلبية قدر الإمكان.
أعلن الكرملين أن استهداف منشآت الطاقة الأوكرانية يأتي ردًا على الهجمات الأوكرانية التي استهدفت مدينة تاغونروغ الروسية. وأكد أن روسيا لن تقبل بوقف إطلاق نار مؤقت، بل تسعى لتحقيق “سلام شامل يلبي شروطها”.
في سياق متصل، أشار الكرملين إلى تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب حول صواريخ “أتاكمز”، معتبرًا أنها تتفق مع رؤية موسكو. كما أكد أن تقييم تأثير عودة ترامب للسلطة على النزاع الأوكراني ما زال سابقًا لأوانه، مشددًا على أهمية العقوبات التي فرضتها إدارته سابقًا.
