واصلت أسعار النفط انخفاضها اليوم الجمعة تحت ضغط متزايد من ارتفاع إنتاج أوبك+ واحتمالية التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران، لكن الأسعار تتجه لتحقيق مكاسب للأسبوع الثاني على التوالي مدفوعة بانحسار التوتر التجاري بين الولايات المتحدة والصين.
ونزلت العقود الآجلة لخام برنت 18 سنتا إلى 64.34 دولار للبرميل بحلول الساعة 0622 بتوقيت جرينتش.
وخسرت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 21 سنتا إلى 61.41 دولار.
وتراجعت عقود الخامين بأكثر من اثنين بالمئة في الجلسة السابقة بعد عمليات بيع ناجمة عن احتمال التوصل لاتفاق نووي مع إيران.
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن الولايات المتحدة “تقترب” من التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران وإن طهران وافقت “نوعا ما” على بنوده. ومع ذلك، قال مصدر مطلع على المحادثات إنه لا تزال هناك نقاط تباين يتعين الاتفاق بشأنها.
وكتب محللو آي.إن.جي في مذكرة أنه إذا تم رفع العقوبات عن إيران نتيجة لإبرام اتفاق نووي فإن مخاطر الإمدادات ستقل، إذ سيسمح هذا لإيران بزيادة إنتاجها النفطي وإيجاد مشترين أكثر استعدادا لشرائه. وأضافوا أن ذلك قد يؤدي إلى زيادة المعروض بنحو 400 ألف برميل يوميا.
ورغم التداعيات المحتملة على الإمدادات، ارتفع كل من خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط 0.6 بالمئة منذ بداية الأسبوع.
وزادت أسعار النفط في وقت سابق من الأسبوع بعد أن اتفقت الولايات المتحدة والصين، أكبر اقتصادين ومستهلكين للنفط في العالم، على تهدئة الحرب التجارية بينهما لمدة 90 يوما يخفضان خلالها الرسوم الجمركية بشكل حاد. وكانت الرسوم الجمركية الهائلة المتبادلة بين البلدين قد أثارت مخاوف بسبب احتمال تأثيرها بشكل كبير على النمو العالمي والطلب على النفط.
وأبقى محللو بي.إم.آي، التابعة لشركة فيتش سوليوشنز، على توقعاتهم لسعر خام برنت عند 68 دولارا للبرميل في المتوسط في عام 2025 و71 دولارا للبرميل في عام 2026، بانخفاض عن 80 دولارا للبرميل في عام 2024، مشيرين إلى الضبابية بشأن السياسة التجارية وتأثيرها على توقعات الأسعار.
وقال المحللون في تقرير بحثي “في حين أن فترة الهدوء التي تستمر 90 يوما تترك الباب مفتوحا لمزيد من التقدم في خفض الحواجز التجارية من كلا الجانبين، فإن الغموض بشأن السياسة التجارية على المدى الطويل سيحد من ارتفاع الأسعار”.
وخيمت توقعات بزيادة المعروض على السوق.
قالت وكالة الطاقة الدولية أمس الخميس إنها تتوقع ارتفاع الإمدادات العالمية 1.6 مليون برميل يوميا خلال هذا العام، بزيادة 380 ألف برميل يوميا عن التوقعات السابقة، مع إلغاء السعودية وأعضاء آخرين في تحالف أوبك+ تخفيضات الإنتاج.
وتوقعت الوكالة فائضا في العام المقبل، على الرغم من رفع طفيف لتوقعاتها للطلب العالمي على النفط في عام 2025 بنحو 20 ألف برميل يوميا.
ويترقب المتعاملون أيضا مؤشرات على خفض مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) أسعار الفائدة، مما قد يدعم الاقتصاد ويرفع الطلب على النفط.
وفي وقت سابق من الأسبوع، أظهرت بيانات من إدارة معلومات الطاقة الأمريكية ارتفاعا أكبر من المتوقع في مخزونات النفط الخام، مما زاد من مخاوف الطلب في أكبر مستهلك للنفط في العالم.