Times of Egypt

رعاة التنوع.. ومنتدى «المصري اليوم»  

M.Adam
مصباح قطب 

مصباح قطب 

ضمن سلسلة حوارات الأسئلة السبعة، نشرت «المصري اليوم» حلقتين مع المهندس نجيب ساويرس والمهندس صلاح دياب، وفي المسافة بينهما نُشرت حلقة للدكتور إبراهيم العيسوي، أحد أبرز الاقتصاديين اليساريين العرب.  

التقط قُراء «المصري اليوم» بسهولة.. الرسالة؛ وهي أن هذه الصحيفة لن تكون إلا ساحة مفتوحة للحوار الوطني النزيه.. بين كل الأطياف السياسية والاقتصادية، بغضِّ النظر عن طبيعة عمل مُلَّاك الصحيفة.  

وعندما شرعت قيادة «المصري اليوم» في أوائل أغسطس الماضي.. التفكير في عقد منتدى اقتصادي يتحدث فيه البروفيسور جيفري ساكس – الاقتصادي الأمريكي الأكثر تأثيراً في العالم – كان من الطبيعي أن تدرس.. ضمن ما تدرس، حسابات وتكاليف هذا الحدث؛ انطلاقاً من مبدأ نلتزم به.. هو أن «المصري اليوم» لا تُنظم أنشطتها بدوافع تجارية، ولكن كجزء من الخدمة العامة التي تقوم بها، ومن أجل أن تكون المنصة المصرية الأهم في مجال الحوار الاقتصادي.. الداعم لقطاع الأعمال الخاص، والعام، والتنمية المتوازنة والمستدامة، والعدالة الاجتماعية. 

ورغم أن «ساكس» يمكن أن يُصنَّف على أنه.. من اليسار الليبرالي الرديكالي، وله انتقادات عنيفة للنظام المالي والبيزنس في الولايات المتحدة والدول الرأسمالية الكبرى، وأن كثيرين – حتى من المعجبين بـ«ساكس» – يمكن أن يختلفوا معه في هذا الرأي أو ذاك، فقد كان الحماس لرعاية حدث «المصري اليوم» من مجتمع الأعمال المصري الخاص.. فوق أي توقع.  

وبلا مبالغة، فقد استغرق النقاش مع هشام عز العرب – الرئيس التنفيذي للبنك التجاري الدولي – الذي كانت أجندته تشتمل على سفر خارج مصر.. في توقيت إقامة المنتدى، وأشرف موسى صبري – الرئيس التنفيذي لشركة «فوري» – ومحمد هنو – رئيس جمعية رجال أعمال الإسكندرية – من أجل رعاية الحدث، استغرق دقائق معدودات.  

جاءت موافقتهم.. قبل – حتى – أن تقدم لهم الجريدة أي تفاصيل عن الحدث، ودون أن يعرفوا ما لهم من حقوق. وتكرر الأمر مع عمر مهنا.. رئيس مجلس إدارة المركز المصري للدراسات الاقتصادية، رئيس مجلس الأعمال المصري-الأمريكي، والرئيس الأسبق لغرفة التجارة الأمريكية، الذي ما إن سمع فقط جملة منتدى «المصري اليوم» بمشاركة «ساكس».. حتى أجاب على الفور بأنه سيساند الفعالية.  

كما أشرنا، قد لا يتفق هؤلاء مع كل ما يقوله «ساكس»، وهم أطراف في أعمال.. فيها شركاء أمريكيون، ولهم شواغلهم العملية، التي لا تترك لمثلهم.. الوقت غالبا لحضور منتديات ذات طابع فكري في الأساس، لكن لأنهم يعرفون قيمة المعايير الرفيعة.. أدركوا أهمية ما تعتزم «المصري اليوم» تنظيمه، ومغزى أن تنفتح الصحف المصرية على أصحاب الفكر في العالم، وأن الحوار بين مختلفين.. هو الأصل؛ حيث لا معنى لحوار بين أصحاب الصوت الواحد والرأي الواحد. وقد انضم إلى فريق الرعاة بعد قليل.. مجموعة مستشفيات كليوباترا. 

الحضور كانوا أيضاً.. مختلفين في توجهاتهم ورؤاهم وخبراتهم، وقد يبتعدون أو يقتربون بهذا القدر أو ذاك عن آراء جيفري ساكس، وقد لاحظنا مثلاً كيف عبَّر منير فخري عبدالنور.. عن اعتقاده بأن انتقاد «ساكس» العنيف لقيادات أمريكا (يصفهم عادة بالجهل والغباء والجنون)، يتناقض مع كون أمريكا قوة اقتصادية كبرى، وكيف رد «ساكس».. بأن تقدم أمريكا جاء على حساب الارتفاع الضخم في الدين، وعلى حساب 60% من الأمريكيين، موضحاً أن كلام منير وكلامه هما الاثنان صح! 

القاسم المشترك بين المشاركين، كان الإيمان العميق بأن الاستماع إلى أصوات متنوعة؛ هو المدخل الأول لفهم حالنا الاقتصادي، وإيجاد أفضل السبل للتعامل معه على مستوى السياسات الكلية والقطاعية. 

لم يكن غريباً أن يتواجد الدكتور مصطفى كامل السيد، والدكتور جودة عبد الخالق.. من أهل اليسار، جنباً إلى جنب مع كبار وشباب رجال الأعمال.. المؤمنين بالاقتصاد الحر. وقد شارك الجميع بفاعلية خلال الجلسات حتى آخر لحظة.  

لقد رفعت «المصري اليوم» خلال المنتدى شعار.. التحالف مع الحقيقة مسارنا الذي نُصر عليه، ونعد بأن نحافظ على عهدنا في كل ما نقوم به. 

نقلاً عن «المصري اليوم» 

شارك هذه المقالة