Times of Egypt

رسائل على رسائل القراء

M.Adam
أمينة خيري  

أمينة خيري..


لست متأكدة، هل أدت رسائل القراء.. التي تحمل نقداً أو شكوى؛ خاصة بحال الشارع وقواعد السلامة على الطريق، إلى فتح الشهية للمزيد منها، أم أن الشهية موجودة، لكن ربما الأمل في التغيير للأفضل.. يتضاءل، أو يجد نفسه بلا حول أو قوة.. أمام حَِزم المشكلات التي يعاني منها الناس.
على أى حال، وصلني كم كبير من الرسائل.. من قراء استمروا في التعليق على الجزئية الواردة في مقال «فوائد السفر»، الذي أشرت فيه إلى ما سمعته من تعليقات وآراء الكثيرين.. ممن قابلتهم على مدار ما يزيد على شهر، وهم ممن زاروا مصر وأحبوها – ومنهم من عشقها – لكن أجمعت الآراء على أن فوضى المرور، والقيادة العصبية، وأوركسترا آلات التنبيه، والسير العكسي.. أقرب ما تكون إلى الفقرة الكوميدية، لفرط هزلها.
قراء أعزاء كثيرون، كتبوا عن تجارب مشابهة.. عبَّر فيها معارفهم وأصدقاؤهم عن عشق كبير لمصر، مع تحفُّظ على حال الشارع؛ سواء من حيث الفوضى، أو مستوى النظافة. وآخرون عبَّروا عن رغبة حقيقية.. في أن ينصلح حال الشارع، لأن في صلاحه جذباً حقيقياً للسياحة، وحفظاً لماء الوجه.. الذي يهدر في شرح: لماذا تسود الفوضى، ويعم عدم النظافة.
قراء أعزاء آخرون.. انتهزوها فرصة، لطرح أسئلة – أو مقترحات – خاصة بالمرور والشوارع. الأستاذ عبد الله الشافعي كتب متسائلاً: «اختفى كل المناطق المخصصة لعبور المشاة، كما اختفى عسكري المرور من عموم مصر. وعلى سبيل المثال لا الحصر، شارع صلاح سالم وشارع التحرير، وغيرهما من الشوارع الرئيسية.. التي تزخر بسكان ومارة يعبرون الطريق، لا توجد فيها أي مناطق محددة لعبور المشاة.
وعن عبور المشاة أيضاً، كتبت الأستاذة يمنى حسين.. أن عبور العديد من الشوارع في القاهرة والجيزة، أصبح مسألة حياة أو موت حرفياً.. تواجهها يومياً. والعديد من هذه الشوارع الرئيسية، يخلو تماماً من أي إشارات ضوئية، أو علامات عبور مشاة، وإن وُجدت.. فلا السائق، ولا المشاة.. يعرفون معناها، وتتعجب من الوضع، وتقول: «هل يُعقل أن يتطلب عبور الطريق.. لياقة بدنية عالية، واتقاد ذهني كامل، ومعرفة مسبقة.. بأن الموت قد يكون نتيجة لقرار العبور؟!»
ومن قرار العبور.. إلى قرار ركوب الباص العام، وتحديداً الميني باص. ويشاركنا الأستاذ سمير.. تجربة ركوب ميني باص هيئة النقل العام رقم 62، من شارع مكرم عبيد قبل أيام، وما فوجئ به من حالة الباص؛ حيث زجاج أمامي متهشم، ودواخل يبدو أن أغلبها تم تركيبه.. بعد تهشم الأصلية. وأرفق القارئ العزيز عدداً من صور الباص من الداخل.. لمن يهمه الأمر. ويتساءل: من الذي سمح بخروج الباص من الجراج بهذا الشكل؟ وكيف يمكن للسائق أن يرى الطريق أمامه؟ ويتحقق من التفاصيل.. بينما الزجاج أمامه مهشم تماماً؟ وكيف لأرضية السيارة أن تصل إلى ما هي عليه.. دون أن ينتبه أحد؟ أو ربما انتبه.. لكن تجاهل الخلل؟
وتتوالى الرسائل عن حال الشارع، وكنت أظن الغالبية فقدت الأمل.
نقلاً عن «المصري اليوم»

شارك هذه المقالة