قال رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، إن الدولة تولي اهتماما بملفي لصحة والتعليم، مُؤكدًا أن الدولة تُولي هذين الملفين أهمية شديدة للغاية وتتحرك فيهما بخطى كبيرة للغاية، والتي تتطلب استثمارات ضخمة ولكن الدولة مُؤمنة بأن هذه الاستثمارات ستجني ثمارها على المدى الطويل من خلال أبنائنا الخريجين الذين يحصلون على أفضل برامج التعليم.
كما أشار رئيس الوزراء إلى أن الجزء الثاني من الزيارة كان للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، مُؤكدًا حرصه على زيارة المنطقة الاقتصادية كل فترة زمنية، بغرض أن جميع المصريين يعلمون أن هذه المنطقة كان لها مخطط، ووفق رؤية القيادة السياسية لها ومتابعتها وإصرارها على تنفيذ هذه الرؤية، وهي ليست مجرد رؤية أو مخطط وهمي، مُضيفاً أنه اليوم نجني ثمار جميع أعمال التنمية المختلفة والشاملة التي تمت في المنطقة الاقتصادية.
وأضاف: الجميع كان يتحدث على مدار عقود؛ متى سوف يتم الاستفادة من قناة السويس كمحور وممر ملاحي؟ وهل العائد من قناة السويس هو رسوم عبور السفن فقط؟، وأن هذه المنطقة يجب أن تكون منطقة تنمية كبرى وتجذب الآلاف من فرص العمل وتكون مستقبل مصر.
وأشار الدكتور مصطفى مدبولي إلى أنه اليوم في كل زيارة يقوم بها لهذه المنطقة يشعر بالسعادة لما يراه من إنجازات تحققت على الأرض وفقًا للرؤية السياسية لفخامة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، لافتًا إلى كلمة سعادة/ سلطان أحمد بن سليّم، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة موانئ دبي العالمية، والتي تتضمن أنه ما تم إنجازه في البنية الأساسية في مصر خلال السنوات العشر الأخيرة، لم يحدث خلال الخمسين سنة السابقة.
وردًا على بعض الأقاويل بخصوص لماذا تستثمر مصر وتنفق مئات المليارات على بنيتها الأساسية؟، أوضح رئيس الوزراء، أن هذه البنية الأساسية هي العنصر الجاذب للاستثمار والتي تتيح فرصة إقامة المصانع والمشروعات الإنتاجية في الدولة، وبدون هذه المشروعات في البنية الأساسية لم تكن تستطيع المنطقة الاقتصادية اليوم جذب استثمار خارجي مباشر بقيمة تصل إلى 11 مليار دولار، في أكثر من 340 مشروعاً صناعياً ولوجيستياً مثل هذا المشروع العملاق الذي نتواجد به الآن.
كما أشار إلى أن هذه المشروعات تتيح أكثر من 80 ألف فرصة عمل وهذا الرقم في زيادة، مُشيرًا إلى حديث دار مع السيد رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، والذي تضمن أنه منذ حوالي 3 سنوات ونصف كان إجمالي عدد المصانع الموجودة في المنطقة الاقتصادية 43 مصنعاً وهو ما يمثل حصاد فترات سابقة، أما اليوم فيوجد حوالي 180 مصنعاً بالإضافة إلى 120 مصنعاً اخرى جار إنشاؤها حاليًا، بخلاف الطلبات التي ما زال يتم تقديمها لإنشاء مصانع أخرى، لافتًا الى أن المنطقة أصبح عليها إقبال شديد جدًا من جميع المستثمرين سواء الاستثمار الأجنبي العالمي أو الوطني، لإنشاء مصانع ومشروعات تنموية هنا على أرض هذه المنطقة والبقعة الغالية من مصر، والتي طالما كنا نحلم أن تصبح منطقة لوجستية عالمية تجذب استثمارات كبرى.
وأضاف رئيس الوزراء: بدون ما تم في تطوير الموانئ، مثل ميناء السخنة، ولا أريد التحدث بالتفصيل كيف كانت أطوال الأرصفة حينها، والآن كيف أصبحت أطوال هذه الأرصفة، هذا الأمر كلفنا عشرات المليارات، نعم كلفنا ذلك، وكم كان حجم شبكة الطرق لدينا؟، وحجم المياه والصرف الصحي والكهرباء والغاز؟، وكم كان المطلوب ليتم رفع كفاءة هذه المنطقة وتجذب الاستثمارات التي نتحدث عنها اليوم بأننا نجني ثمارها؟، هذا هو بناء الدولة، وهكذا تقوم الدول، وهذه هي طريقة التنمية، ومن غير هذا الإنفاق الكبير على بنية أساسية، لم نكن لنجذب المجموعات والشركات العالمية لكي تأتي وتتصارع وتتسابق لتنشئ هنا مصنعا لها.
وتابع قائلاً: لذلك عندما نشاهد كلنا ما يحدث هنا كل يوم من افتتاح للمصانع والشركاء الأجانب الجدد، ليس فقط لمجرد جذب الاستثمارات رغم أنه يعد هدفاً بحد ذاته تتسابق عليه الدول، ولكن عندما نشاهد نوعية الصناعات التي تتواجد، وصناعات كنا نستوردها وندفع عليها عملة صعبة، اليوم أصبحت موجودة في مصر، وبدلاً من استيرادها بالدولار وينتجها عامل في دولة أخرى، أصبح للعامل المصري فرصة عمل متوافرة، وأصبح هو من ينتج هذه السلعة، والتي تكلف الدولة بالجنيه المصري، كل هذه الأمور منظومة متكاملة تحدث اليوم على أرض مصر.
وقال رئيس الوزراء: وعندما نتحدث عن شبكة قطارات متطورة لكي تربط الموانئ الخاصة ببعضها البعض، وتصبح جزءاً من منظومة نقل البضائع، وأولها هي شبكة القطار السريع المكهرب، التي تبدأ في مرحلتها الأولي من هنا في ميناء السخنة وصولاً إلى مطروح وحدودنا الغربية، هذا كله جاء في إطار رؤية متكاملة للنهوض بهذه الدولة من خلال هذه المشروعات، هذا ما نتحدث عنه، توفير فرص عمل ونمو الاقتصاد يحدث بهذه الطريقة، ومن غير هذه الاستثمارات التي تقوم بها الدولة، لم يكن لذلك أن يتحقق، ولم يكن لدينا اليوم مستهدفات للنمو بنسبة 5 و6 و7 و8% خلال الفترة القادمة بمشيئة الله، وإلى جانب ذلك، لم تنسي الدولة البعد الاجتماعي، ونعمل على التحرك فيه من خلال التعليم والصحة، ولكن مرة أخرى، أؤكد أننا كدولة إذا لم نوفر وننمي مواردنا من خلال هذه المشروعات وتحقيق زيادة في حركة الإنتاج والنمو الاقتصادي، لما استطعنا الإنفاق على الصحة والتعليم، وبدون ذلك لا يتوفر لدي الدولة موارد للإنفاق على الخدمات الاجتماعية التي من المفترض أن ننفق عليها، والتي يكون العائد منها فقط هو عائد اجتماعي وهو شيء مهم جداً للمواطن المصري.
واختتم الدكتور مصطفى مدبولي حديثه بتوجيه التحية والتقدير لجميع العاملين بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، مُؤكدًا حرصه الدائم على التواجد بشكل مستمر كل فترة زمنية للاحتفال مع كل الشعب المصري بافتتاح المزيد من المصانع والمشروعات الإنتاجية، والتي لم تعد فقط في المنطقة الاقتصادية لكن في جميع محافظات مصر، وكذا متابعته المستمرة مع الفريق مهندس/ كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية، وزير الصناعة والنقل، والسادة المسئولين لحجم النمو و الإقبال والطلب على المناطق الصناعية والمصانع بجميع المحافظات بمصر، مُشيراً إلى أنها تشهد إقبالاً كبيراً جدًا، وكل هذه الإنجازات لم تكن تتحقق لولا البنية الأساسية التي توسعت فيها الدولة خلال الفترة الماضية، مُوجهاً التحية والشكر والتهنئة لجميع أبناء محافظة السويس الباسلة بمناسبة عيد المحافظة القومي، داعياً المولى عز وجل أن تحمل كل سنة مشروعات جديدة لجميع المواطنين في مصر، وأن تحمل كل الخير لمصر.
رئيس الوزراء: مشروعات البنية الأساسية أهلت المنطقة الاقتصادية لجذب استثمارات بـ11 مليار دولار
شارك هذه المقالة