أكد وليد جمال الدين، رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، اليوم الثلاثاء، أن المنطقة تمثل الوجهة الأمثل للمستثمرين العالميين في ظل التحديات الجيوسياسية والاقتصادية المتصاعدة، لما تتمتع به من موقع استراتيجي ومزايا تنافسية متكاملة. جاء ذلك خلال مشاركته في مائدة مستديرة بعنوان “المنطقة الاقتصادية كوجهة لجذب الاستثمار”، عُقدت ضمن فعاليات منتدى الاقتصاد المصري- الأمريكي المنعقد بالقاهرة.
منصة عالمية للتصنيع والخدمات اللوجستية
وخلال كلمته، استعرض جمال الدين أبرز ما يميز المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وعلى رأسها التكامل الفريد بين المناطق الصناعية والموانئ البحرية على البحرين الأحمر والمتوسط، ما يسهم في جعلها مركزًا صناعيًا ولوجستيًا عالميًا يخدم الأسواق الدولية، بدعم من اتفاقيات التجارة الحرة المتعددة التي تتيح الوصول إلى مختلف القارات.
وأضاف أن الهيئة تستهدف توطين صناعات متنوعة تشمل الأدوية والمواد الفعالة، والصناعات المتقدمة مثل مراكز البيانات، والأجهزة الإلكترونية، إلى جانب الأنشطة الخدمية واللوجستية التي تدعم سلاسل الإمداد العالمية، وهو ما يُعد فرصة واعدة أمام المستثمرين الأمريكيين.
بيئة استثمارية مرنة وعمالة مدرّبة
لفت رئيس الهيئة إلى أن المنطقة توفر بيئة استثمارية تنافسية مدعومة بتوافر مصادر الطاقة والعمالة المدربة بتكلفة مناسبة، مشيرًا إلى وجود مراكز تدريب وأكاديميات فنية متخصصة داخل الهيئة، تؤهل العاملين وفق أحدث المناهج والمعايير الدولية، لتلبية احتياجات المستثمرين في الصناعات ذات المهارات الخاصة.
كما كشف عن وجود فرص استثمارية في إنشاء مراكز تدريب إضافية خاصة في منطقة القنطرة غرب الصناعية، نظرًا لتنوع المشروعات وكثافة العمالة المطلوبة هناك.
استراتيجية مدروسة لتوطين الصناعات
أوضح جمال الدين أن الهيئة نفذت دراسات فنية وتسويقية معمقة لوضع خطة استراتيجية لتوطين 21 قطاعًا صناعيًا وخدميًا ولوجستيًا، بما يضمن تكامل كل منطقة صناعية مع موانئ محددة واستهداف أسواق بعينها حول العالم، وهو ما يمنح المستثمرين مرونة في اختيار الموقع الأنسب لنشاطهم حسب طبيعة القطاع والسوق المستهدفة.
التزام بتعزيز التعاون مع الولايات المتحدة
أكد رئيس الهيئة أن المنطقة الاقتصادية لقناة السويس تولي اهتمامًا خاصًا بالتعاون مع الشركات الأمريكية، في إطار تعزيز العلاقات الاقتصادية بين مصر والولايات المتحدة، مشيرًا إلى انفتاح الهيئة على كافة أشكال الشراكة مع الجانب الأمريكي في المجالات الصناعية والتكنولوجية والخدمية.
وفي ختام المائدة، أجاب جمال الدين عن تساؤلات الحضور حول آليات تخصيص الأراضي، والتسهيلات المقدمة للمستثمرين، والفروقات بين المناطق الصناعية المختلفة، مؤكدًا أن الهيئة مستعدة لدعم كل مستثمر جاد يسعى للاستفادة من الفرص الواعدة بالمنطقة.