عبدالقادر شهيب
استقرار الدول.. لا يتحقق بفرض السيطرة الأمنية فقط، وإنما يتحقق أيضاً.. برضاء الرأي العام فيها، على ما تتخذه الحكومات فيها من قرارات ومواقف، وما تنتهجه من سياسات. ولذلك، تحرص قيادة الدول على قياس الرأي العام، ورصد درجة رضاه.. بشكل مستمر، وتراجع الحكومات في تلك الدول قراراتها ومواقفها وسياساتها.. في ضوء حال الرأي العام، ودرجة رضاه أو غضبه. وتُعد درجة الرضاء أو الغضب هذه.. تنبيهاً دائماً للحكومات.
هذا ما يحدث في دولتنا أيضاً.. مثل بقية الدول؛ فنحن لدينا ما يكفي من الأجهزة.. التي تُتابع حالة الرأي العام في بلدنا، وتقيس درجة الرضاء لديه، وما يُقلقه ويُزعجه ويُغضبه أيضاً. وهذه الأجهزة تقوم بمهمتها بمهنية وحرفية كبيرة، وتُنفذها بالتزام صارم؛ كما يُمليه عليها دورها واختصاصها.. خاصةً الأمني.
ولكن يتبقى لدينا الاستجابة.. لتقارير ومقترحات هذه الأجهزة. أي يتبقى أن تراعي الأجهزة الحكومية – في قراراتها وسياساتها ومواقفها – ما ترصده هذه الأجهزة.. حول حالة الرأي العام.. ودرجة رضاه؛ فهذا أمر بالغ الأهمية.. لضمان الاستقرار السياسي، في ظل التحديات الخطيرة التي نواجهنا حالياً، والتحرك الذي شاهدناه للإخوان.. لاستثمار حرب غزة الوحشية، لاستعادة السلطة التي فقدوها في يونيو 2013.
فلا جدوى من قياس حالة الرأي العام، ورصد درجة رضاه، إذا لم يستتبع ذلك.. الاستجابة لمقترحات من يتولون هذا القياس والرصد. وخطر جداً، أن تتم مُعاملة الرأي العام بلا اكتراث، فإن الاستقرار السياسي.. يتحقق بالتفاعل المستدام مع الرأي العام.
نقلاً عن «فيتو«