د. أسامة الغزالي حرب
هذه كلمات عن روسيا.. بمناسبة احتفالها، يوم الجمعة الماضي (9 مايو)..بـ«عيد النصر» -في الذكرى الثمانين لانتصارها على العدوان النازي، في مثل هذه الأيام من عام 1945 – وهو الاحتفال الذي حضره الرئيس السيسي، مع نخبة كبيرة من زعماء العالم.
إنني – في الحقيقة – أحمل منذ الصغر.. ذكريات طيبة للغاية عن روسيا، غذتها بعد ذلك تجارب شخصية مبكرة!
… كان أول عهد لي بتلك الذكريات، عام 1956..في التاسعة من عمري، عندما وقع العدوان الثلاثي (البريطاني-الفرنسي-الإسرائيلي) على مصر، فوجه بولجانين – رئيس الوزراء الروسي في ذلك الوقت – إنذارا بضرب لندن وباريس بالقنابل الذرية! وكما أتذكر، فقد كان لذلك «الإنذار» وقع طيب للغاية لدى المصريين.كما أن الولايات المتحدة – برئاسة الجنرال دوايت أيزنهاور – عارضت أيضاً ذلك العدوان، الذي واجهه شعب بورسعيد.. ببسالة خلدها التاريخ.
وكانت تلك فاتحة لعلاقات طيبة ورائعة بين البلدين؛ جسدتها وقائع عظيمة في تاريخ مصر المعاصر.. على رأسها المساعدة في بناء السد العالي، وتسليح الجيش المصري بأحدث الأسلحة الروسية، التي كانت عنصراً أساسياً.. في تحقيق نصر أكتوبر المجيد عام 1973.
غير أنني على المستوى الشخصي، حظيت بأن كان «الاتحاد السوفيتي»..أول بلد خارجي أزوره في حياتي – في الثانية والعشرين من عمري – سنة تخرجي في الجامعة (1969)،ضمن وفد من «منظمة الشباب الاشتراكي»..برئاسة المدرس الشاب بحقوق القاهرة – في ذلك الوقت – د. مفيد شهاب! ولا شك في أن تلك الزيارة، كان لها أثر عظيم بالنسبة لي.. كي أدرك مبكراً – وبالتجربة المباشرة – أمرين مهمين.
أولهما:عظمة ومعنى الحضارة الروسية العريقة.
وثانيهما: المثالب الجسيمة للنظام الشيوعي «السوفيتي»، بالرغم من الإنجازات العلمية الكبيرة، التي كان قد حققها؛ خاصة مع إطلاقه أول إنسان يدور حول الأرض في الفضاء الخارجي..«يوري جاجارين»!
نقلاً عن «الأهرام»