في خطوة غير متوقعة، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب ترشيح الجنرال المتقاعد دان كين لرئاسة هيئة الأركان المشتركة، في قرار فاجأ المراقبين بالنظر إلى المسار غير التقليدي لمسيرته العسكرية.
اختيار مفاجئ يرتبط بلقاء العراق
جاء ترشيح كين، الذي يحمل رتبة ثلاث نجوم، بعد سنوات من إعجاب ترامب به، منذ لقائهما الأول في العراق عام 2018، عندما كان نائبًا لقائد العمليات الخاصة لمكافحة تنظيم “داعش”. وخلال مؤتمر العمل السياسي المحافظ في 2019، ذكر ترامب أن كين أخبره بأن التنظيم الإرهابي يمكن القضاء عليه خلال أسبوع واحد فقط.
ومنذ ذلك الحين، كرر ترامب الإشادة بكين في عدة مناسبات، وكان آخرها في خطاب ألقاه في ميامي، حيث وصفه بأنه “جنرال حقيقي، وليس جنرالًا تلفزيونيًا”، في إشارة إلى انتقاداته السابقة لبعض القيادات العسكرية التي اتهمها بالظهور الإعلامي أكثر من العمل الميداني.
مهمة صعبة أمام كين
إذا وافق مجلس الشيوخ على تعيين كين، فسيجد نفسه أمام تحديات كبيرة، إذ سيتولى قيادة الجيش خلال مرحلة حساسة مع بداية ولاية ترامب الثانية. كما سيواجه إرثًا صعبًا بعد إقالة ترامب المفاجئة للجنرال سي كيو براون، رئيس هيئة الأركان السابق.
وسيحصل كين على ترقية إلى رتبة جنرال بأربع نجوم قبل أن يخضع لجلسات استماع شاقة في مجلس الشيوخ، حيث قد يواجه اعتراضات بسبب عدم توليه أي منصب قيادي رفيع قبل تقاعده.
يختلف كين عن معظم من سبقوه في المنصب، إذ لم يقد أي قيادة قتالية كبرى أو فرعًا من أفرع الجيش، كما لم يحصل على ترقية إلى رتبة جنرال بأربع نجوم قبل تقاعده. ويرى ترامب أن السبب في ذلك يعود إلى إدارة الرئيس السابق جو بايدن، التي قال إنها “تجاوزته في الترقية”.
من هو دان كين؟
وبدأت مسيرة كين في سلاح الجو، حيث تخرج من المعهد العسكري في فرجينيا عام 1990، وتخصص في قيادة المقاتلات إف-16، محققًا أكثر من 2800 ساعة طيران. وكان من بين الطيارين المكلفين بحماية واشنطن خلال هجمات 11 سبتمبر 2001.
كما شغل مناصب عدة في واشنطن، منها مساعد خاص لوزير الزراعة ومدير سياسات مكافحة الإرهاب في مجلس الأمن الداخلي، إلى جانب عمله كمستثمر ورائد أعمال. وقبل تقاعده العام الماضي، كان يشغل منصب المدير المساعد للشؤون العسكرية في وكالة المخابرات المركزية.
يصف المقربون من كين بأنه يضع مصلحة الجيش والجنود فوق أي اعتبار سياسي. وقال مسؤول عسكري أميركي رفيع عمل معه لأكثر من 10 سنوات: “كين ليس رجلًا سياسيًا، وهو يركز على المهمة والقوات قبل أي شيء آخر”.
