Times of Egypt

خطة جديدة للسلام بأوكرانيا.. «تعزز» مكاسب روسيا و«تجمد» خطوط القتال

M.Adam
بوتين وترامب

مع إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عن موعد ومكان عقد الاجتماع مع نظيره الروسي، أثيرت تساؤلات بشأن ما أو ماذا سيتمخض عنه اللقاء؟ وما إذا كان سيشكل لبنة على طريقة السلام بأوكرانيا.

تساؤلات كانت الإجابة عنها في خطة كشفت وكالة «بلومبرغ»، الجمعة النقاب عنها، قائلة إن واشنطن وموسكو تسعيان للتوصل إلى اتفاق لوقف الحرب في أوكرانيا من شأنه أن يُثبت سيطرة روسيا على الأراضي التي استولت عليها خلال عمليتها العسكرية بأوكرانيا.

ونقلت الوكالة عن مصادر مطلعة القول إن مسؤولين أمريكيين وروسا يعملون على التوصل إلى اتفاق بشأن تلك الأراضي تمهيدا لقمة مرتقبة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين الأسبوع المقبل.

وينص الاتفاق المفترض الذي أوردته «بلومبرغ» على أن توقف روسيا هجومها في منطقتي خيرسون وزابوريجيا على امتداد خطوط القتال الحالية.

ويهدف الاتفاق أساسًا إلى تجميد الحرب وتمهيد الطريق لوقف إطلاق النار وإجراء محادثات فنية بشأن تسوية سلمية نهائية، وفقًا للمصادر. وكانت الولايات المتحدة قد ضغطت سابقًا على روسيا للموافقة أولًا على وقف إطلاق نار غير مشروط لإفساح المجال أمام مفاوضات لإنهاء الحرب التي دخلت عامها الرابع.

التفاصيل المنشورة، عززتها تصريحات ترامب لصحفيين في البيت الأبيض الجمعة، والتي اقترح خلالها اتفاقا يشمل تبادلا للأراضي، قائلا: سيكون هناك تبادل للأراضي لتحسين وضع كليهما.

البيت الأبيض يرد

وقال مسؤول بالبيت الأبيض إن تقرير بلومبرغ محض تكهنات. ولم يرد متحدث باسم الكرملين حتى الآن على طلب للتعليق.

ولم تعلق السلطات الأوكرانية بعد على التقرير. لكن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قال في بيان نُشر بعد التقرير ولم يشر إليه فيه «الولايات المتحدة عازمة على تحقيق وقف إطلاق النار، ويجب أن ندعم معا جميع الخطوات البناءة. لا يمكن تحقيق سلام دائم يمكن التعويل عليه إلا بتضافر الجهود».

مطالب روسية

ويطالب بوتين بالسيطرة على أربع مناطق أوكرانية وهي لوغانسك ودونيتسك وزابوريجيا وخيرسون، بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم المطلة على البحر الأسود، التي ضمها عام 2014. ولا تسيطر قواته بشكل كامل على جميع الأراضي في المناطق الأربع حاليا.

وسبق أن أبدت أوكرانيا استعدادها التحلي بالمرونة في مساعي إنهاء حرب دمرت مدنا وبلدات فيها وأودت بحياة أعداد كبيرة من جنودها ومواطنيها.

مع ذلك، فإن قبول خسارة نحو خمس أراضي أوكرانيا سيكون مؤلما للغاية وتحديا سياسيا للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وحكومته.

وقال تايسون باركر، نائب الممثل الخاص السابق لوزارة الخارجية الأمريكية لشؤون الانتعاش الاقتصادي في أوكرانيا، إن الأوكرانيين سيرفضون الاقتراح مثلما أوردته بلومبرغ.

باركر، وهو زميل بارز في المجلس الأطلسي، أضاف: «أفضل ما قد يفعله الأوكرانيون هو أن يظلوا حازمين في رفضهم وشروطهم للتوصل إلى تسوية عن طريق التفاوض، مع إظهار امتنانهم للدعم الأمريكي».

ترامب وبوتين

ومنذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني، يسعى ترامب جاهدا لإصلاح العلاقات مع روسيا وإنهاء الحرب، رغم أنه تراوح في تصريحاته العلنية بين الإعجاب ببوتين والانتقاد الحاد له.

وفي إشارة إلى تزايد إحباطه من رفض بوتين وقف الهجوم العسكري الروسي، هدد ترامب بفرض عقوبات جديدة اعتبارا من الجمعة على موسكو والدول التي تشتري صادراتها ما لم يوافق الزعيم الروسي على إنهاء الصراع المستمر منذ ثلاث سنوات ونصف السنة، وهو أكثر الصراعات دموية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.

لكن مع توقع انعقاد قمة بين بوتين وترامب في الأيام المقبلة، لم يتضح بعد ما إذا كانت هذه العقوبات ستدخل حيز التنفيذ أم ستؤجل أو تلغى.

واتخذت الإدارة الأمريكية يوم الأربعاء خطوة نحو معاقبة عملاء موسكو في قطاع النفط بفرض رسوم إضافية 25% على البضائع من الهند بسبب وارداتها من النفط الروسي، لتكون أول عقوبة مالية تستهدف روسيا في ولاية ترامب الثانية.

وكان ستيف ويتكوف مبعوث ترامب الخاص أجرى محادثات استمرت ثلاث ساعات مع بوتين في موسكو يوم الأربعاء الماضي، وصفها الجانبان بأنها بناءة.

وقال رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك، حليف أوكرانيا الوثيق، في وقت سابق من اليوم الجمعة بأن وقف إطلاق النار قد يكون وشيكا. وجاءت تصريحاته عقب محادثات مع زيلينسكي.

وقال توسك في مؤتمر صحفي “هناك إشارات مؤكدة، ولدينا اعتقاد أيضا، بأن تجميد الصراع.. لا أريد أن أقول نهايته، بل أقول تجميد الصراع، ربما يكون أقرب… هناك آمال في ذلك”.

وأضاف توسك أيضا أن زيلينسكي “حذر للغاية ولكنه متفائل”، وأن أوكرانيا حريصة على أن تلعب بولندا ودول أوروبية أخرى دورا في التخطيط لوقف إطلاق النار والتوصل إلى تسوية سلمية في نهاية المطاف.

شارك هذه المقالة