في تطور بارز ضمن اتفاق التهدئة في غزة، أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي اكتمال انسحاب الجيش من محور نتساريم جنوب مدينة غزة، بعد 22 يومًا من بدء تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار مع حركة حماس. وجاء هذا الانسحاب مصحوبًا بإخلاء كامل للمباني المتنقلة والبنية التحتية والمعدات العسكرية.
حماس: “فشل لأهداف الاحتلال”
وصف عبد اللطيف القانوع، الناطق باسم حركة حماس، الانسحاب بأنه دليل على فشل أهداف إسرائيل في حربها ضد الشعب الفلسطيني. وأكد أن هذا الانسحاب، إلى جانب عودة النازحين واستمرار عمليات تبادل الأسرى، “يدحض مزاعم بنيامين نتنياهو بتحقيق نصر كامل”.
وأضاف القانوع أن محاولات إسرائيل لفرض سيطرتها العسكرية على قطاع غزة وتقسيمه “باءت بالفشل أمام صمود الشعب الفلسطيني وبسالة المقاومة”.
دعوات لتطبيق البروتوكول الإنساني
القانوع شدد على أن إسرائيل لا تزال تُعطل تنفيذ البروتوكول الإنساني المتفق عليه، لا سيما فيما يتعلق بإدخال الخيام والمعدات الثقيلة والوقود إلى قطاع غزة. وجدد مطالبته للوسطاء بممارسة مزيد من الضغط على إسرائيل لضمان الالتزام الكامل باتفاق وقف إطلاق النار، وإدخال المستلزمات الطبية والإغاثية لإنقاذ حياة المدنيين في غزة.
خطوة نحو التهدئة أم تصعيد جديد؟
انسحاب إسرائيل من محور نتساريم يُعتبر جزءًا من المرحلة الحالية في تنفيذ اتفاق التهدئة، إلا أن حماس حذرت من إمكانية تصعيد جديد إذا استمرت إسرائيل في تعطيل البنود الإنسانية من الاتفاق.
وأشار القانوع إلى أن “ما لم تحققه إسرائيل خلال 15 شهرًا من الحصار والتدمير الممنهج لن يتحقق من خلال الصفقات السياسية”، في إشارة إلى سياسات الرئيس الأميركي دونالد ترامب تجاه القضية الفلسطينية.
ماذا بعد الانسحاب؟
الانسحاب من محور نتساريم يطرح تساؤلات حول مدى التزام الأطراف بتنفيذ بقية بنود الاتفاق ومدى قدرة الوسطاء على ضمان استمرار التهدئة. في الوقت الذي تبقى فيه أوضاع قطاع غزة رهينة للمتغيرات السياسية والميدانية، يبدو أن الطريق نحو تهدئة شاملة لا يزال مليئًا بالتحديات.
