عبدالقادر شهيب
ضمن تصريحاته العجيبة والصادمة، قال الرئيس الأمريكي ترامب: إن أغلب الأمريكيين يحبون الديكتاتورية، لكنه لا يقبل بالديكتاتورية!
والسؤال الذي يفرض نفسه هنا، هو: كيف عرف ترامب أن معظم الأمريكيين يحبون الديكتاتورية؟!
إنه دخل البيت الأبيض، وتقلد منصبه في انتخابات.. أحرز فيها أغلبية الأصوات الشعبية، مع أعضاء المجمع الانتخابى.. ولم يستولِ على السلطة، ومنافسته سلمت بفوزه – هي وحزبها الديمقراطي – فكيف إذن.. يقول إن معظم الأمريكيين يحبون الديكتاتورية؟ فهل كان من انتخبوه يتوقعونه ديكتاتوراً؟!
بذلك يسيء ترامب إلى نفسه، ويؤكد اتهامات خصومه السياسيين.. بأنه يسلك نهجاً ديكتاتورياً؛ مثل إصراره على تخفيض «الاحتياطي الفيدرالي» (البنك المركزي الأمريكي) أسعار الفائدة.. على عكس ما يقول به خبراؤه، ومثل استخدام القوة في مواجهة احتجاجات في إحدى الولايات، وأيضاً مثل إصراره على استخدام القوة لطرد المهاجرين، وكذلك مثل تمسكه – رغم تحذير الخبراء الاقتصاديين – على تعريفاته الجمركية.
إن أي تحليل موضوعي محايد.. لتصريح ترامب عن الديكتاتورية، وعن حب الأمريكان لها، يشي بأنه هو شخصياً.. يعبر عن حبه هو للديكتاتورية، أو رغبته في فرض زاويته في كل شيء؛ حتى ولو كان يخالف رأي الخبراء، أو حتى مستشاريه.. وربما أغراه، أن لدى حزبه أغلبية في الكونجرس بغرفتيه.
نقلاً عن «فيتو«