Times of Egypt

جدوى الاعتراف بدولة فلسطين

M.Adam
عبدالقادر شهيب 

عبدالقادر شهيب

أعلنت بريطانيا أمس الاعتراف بالدولة الفلسطينية، واليوم أعلنت فرنسا ذلك، ليبلغ عدد الدول التي تعترف بالدولة الفلسطينية أكثر من مائة وخمسين دولة.. وهذا حدث كبير، ولكن ثمة خلاف في تقدير أهميته بين اتجاهين:

الأول: يرى أنه حدث ضخم.. صيغ بدماء أهل غزة، وحدث تاريخي كبير سيكون له تداعياته الإيجابية.. لحصول الفلسطينيين على حقوقهم المشروعة في الاستقلال والتحرر وبناء دولتهم المستقلة، وخطوة مهمة لتحقيق هذه الحقوق المشروعة. 

والثاني: يرى أن اعتراف بريطانيا – صاحبة وعد بلفور – ويليها اعتراف فرنسا.. لا جدوى له، لأن دولة الاحتلال تسرق أراضي الضفة الغربية، وتمضي في عملية تهويد القدس الشرقية، وسرقة أراضي قطاع غزة بعد تهجير الفلسطينيين منها.. بل إن الحكومة الإسرائيلية اليمينية.. قرَّرت أن تُسرِّع الخطى في ضم الضفة الغربية.

 وأنا لا أوافق على كلا الاتجاهين معاً. فإن كان اعتراف دول غربية كبيرة بالدولة الفلسطينية.. ليس حدثاً عادياً أو بلا قيمة أو جدوى، إلا أنه يمثل محطة مهمة في مسيرة كفاح الفلسطينيين للحصول على حقهم المشروع في دولة مستقلة.

لكن في ذات الوقت، لا يعني ذلك الاعتراف.. أن الدولة الفلسطينية ستقام غداً، أو أن الفلسطينيين سيحصلون على استقلالهم بدون كفاح، أو حتى أن الحرب الوحشية ضد أهل غزة.. ستتوقف قريباً، أو أن عملية احتلال مدينة غزة.. سوف تتوقف فوراً.

إن اعتراف الغرب الأوروبي بالدولة الفلسطينية.. خطوة مهمة في كفاح الفلسطينيين لنيل الاستقلال، أما حماية الضفة الغربية وغزة والقدس الشرقية، فهي تحتاج لكفاح أكبر ومستمر، وتضامن عربي قوي مع الفلسطينيين.. بالأفعال وليس بالأقوال.

نقلاً عن «فيتو»

شارك هذه المقالة