حذر تقرير دولي صدر، اليوم الإثنين، من أن قطاع غزة يواجه مستوىً “حرجًا” من خطر المجاعة، مع اقتراب نحو نصف مليون فلسطيني من مستويات “كارثية” من الجوع تهدد حياتهم، وذلك بعد 19 شهرًا من الحرب وأكثر من عشرة أسابيع من الحصار الكامل ومنع دخول المساعدات.
وأوضح التقرير الصادر عن “التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي” (IPC)، أن 22 بالمئة من سكان غزة – أي ما يقارب 470 ألف شخص – باتوا معرضين لمجاعة كارثية، بينما يعاني مليون شخص آخرون من مستويات جوع “طارئة”، في ظل غياب شبه تام للغذاء والمياه والأدوية ومقومات الحياة الأساسية.
وأشار التقرير إلى أن جميع سكان قطاع غزة، البالغ عددهم نحو 2.1 مليون نسمة، سيواجهون بحلول سبتمبر وضعًا لا يقل عن “الأزمة” في الأمن الغذائي، في ظل استمرار منع دخول المساعدات وتفاقم تدمير البنية التحتية الإنسانية بفعل العمليات العسكرية الإسرائيلية.
وأكد التقرير أن المجاعة الكاملة “باتت السيناريو الأكثر ترجيحًا”، ما لم يتم تغيير الوضع الراهن بشكل فوري، عبر السماح بدخول واسع النطاق للمساعدات الإنسانية وتوفير الحماية للمدنيين والمؤسسات الإغاثية.
ويأتي هذا التحذير في وقت تتعرض فيه إسرائيل لانتقادات دولية متصاعدة بسبب استمرارها في منع دخول الغذاء والأدوية ومواد الإيواء إلى القطاع، على مدى الأسابيع العشرة الماضية، رغم شنها هجمات جوية وبرية متكررة.
وكانت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) قد أدانت في وقت سابق استمرار منع المساعدات، فيما رفضت الأمم المتحدة خطة إسرائيل المقترحة لتوزيع المساعدات عبر شركتين أميركيتين، معتبرة أنها لا توفر ضمانات كافية لسلامة وحجم المساعدات المطلوبة.
ورغم خطورة نتائج التقرير، لم يصدر أي تعليق رسمي من مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على التحذيرات أو الاتهامات المتعلقة بتعمد تجويع المدنيين في غزة.
